مرض الأجساد واعتلال القلوب
كثير من الناس يرى المرض مضجعاً للبدن منغّصاً للحياة وهو لا يعلم أن للمرض فوائد يغفل عنها المرء وسنحاول هنا أن نعرّج على بعضها.
فمن فوائد المرض أنه تكفير للذنوب والسيئات، فمرضك أيها المريض سبب في تكفير خطاياك التي اقترفتها بقلبك وسمعك وبصرك ولسانك، وسائر جوارحك فإن المرض قد يكون عقوبة على ذنب وقع من العبد، كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} وقال ـ صلى الله عليه وسلم: “ما يصيب المؤمن من وَصب، ولا نصب، ولا سقَم، ولا حزن حتى الهمّ يهمه، إلا كفر الله به من سيئاته”.
ومن فوائد المرض أنه يرفع الدرجات عند رب البريات فقد قد يكون للعبد منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، لكن العبد لم يكن له من العمل ما يبلغه إياها، فيبتليه الله بالمرض وبما يكره، حتى يكون أهلاً لتلك المـنزلة ويصل إليها قال ـ صلى الله عليه وسلم: “إن العبد إذا سبقت له من الله منـزلة لم يبلغها بعمله، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده، ثم صبّره على ذلك، حتى يبلغه المنـزلة التي سبقت له من الله تعالى.
ومن فوائد المرض أنه سبب في دخول الجنة، قال ـ صلى الله عليه وسلم: “يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب، لو أن جلودهم كانت قُرِّضت بالمقاريض”.
ومن فوائد المرض أنه يُنْجي من عذاب النار فعن أبي هريرة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عاد مريضاً ومعه أبو هريرة، فقال له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: “أبشر فإن الله عز وجل يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار”.
**********
ما سبق بيانه فيه إشارة إلى بعض فضائل المرض الذي ما فَتِئ الناس يتشائمون منه وهو في الحقيقة خير لهم لو كانوا يعلمون.
**********
في الحقيقة حين يمرض الجسد يعتل القلب ويحزن وإن أشد أنواع المرض وأقساها على القلب ما كان نابعاً من الوجدان فالحزين لا يسلّيه عن مرضه شيء ولو اجتمع عليه أطباء الكون فكم من حزين قد فقد سبب سعادته إما برحيل أو مرض أو موت ولا أحد سيشعر بهذا المرض إلا صاحب القلب الحزين.
**********
إضاءة
قال ـ صلى الله عليه وسلم: (إذا أصاب أحدكم المرض كتب له أجر ما كان يعمل صحيحاً معافى).
**
ماجد العتيبي ـ معلم وإمام مسجد
Twitter: @m_al_otibii