قلم الإرادة

الإلحاد موضة أم موقف؟

   تزايد الحديث عن الإلحاد في الآونة الأخيرة حتى بات بشكل علني وصل إلى حد استضافة البعض منهم في البرامج التلفزيونية والحديث معهم، إلا أن تلك البرامج تحرص على إظهارهم بمظهر المريض النفسي والفاشل الذي أختار طريق الإلحاد. في هذه البرامج لا يتم التحاور مع الملحد بحجج دامغة بقدر ما تتلاعب على مشاعر المتدينين وذلك بمحاولة الشتم أو بالتقليل من شأن الملحد، كل ذلك يبين عجز المتدين في مقاومة الملحد فكرياً والإجابة عليه بحجج لربما تقنعه بالعودة إلى الإيمان أو تخلق حالة من إحترام وجهات النظر والإختلاف؛ لأن الحقيقة لا توجد إلا في الحجج السليمة لا في علو نبرة الصوت والتكفير ومحاولة تهييج المشاعر الدينية للنيل من الملحد!

 

   ولا شك في أنه لا تغيب عنا الكثير من قصص الملحدين في أنحاء الوطن العربي الذين ما إن أعلنوا عن إلحادهم تمت ملاحقتهم وحبسهم والتنكيل بهم في السجون على نحوٍ منافي للقيم الإنسانية فقد أنقلب الجميع إلى مدافعين عن الله!

 

   طبعاً بعد ما سُمي بالربيع العربي انتهز الملحدين الفرصة بعد أن عانق الدين السلطة وظهر كبديل للديكتاتوريات السابقة وفشلت بدورها الأحزاب ذات المرجعية الدينية في الحكم وإثارتها للنعرات الطائفية إضافة لدعمها للإرهاب في سورية والعمل على تهجير الشباب للقتل، وأخيراً ظهور تنظيم داعش وجرائمه المنافية للإنسانية، كل ذلك قد ساهم في إزدراء الإسلام من قبل الكثير وقد وصلوا للاستقالة منه ونظرهم للأديان جميعاً كـ أداة للقتل والإقتتال ونشر الدمار.

 

   إذن فالملحدين في الوطن العربي لهم أسبابهم في رفض الدين الذي تتبناه عقول جامدة لا تؤمن أن النقد يطال كل شيء حتى الأديان!

 

**

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @hanan_____i

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى