الجبري: يجب تفعيل القوة العربية المشتركة لاستئصال الإرهاب
أكد نائب رئيس البرلمان العربي النائب محمد الجبري أن “الشعب الكويتي أثبت لحمته الوطنية منذ اللحظات الأولى للتفجير الإرهابي الذي استهدف مسجداً للطائفة الشيعية في الكويت أثناء صلاة الجمعة قبل أسابيع”.
وشدد قائلاً: “لن يستطيع الإرهاب هزيمتنا، لأننا نعي ما يقومون به من مخططات لضرب وحدتنا وديننا وعروبتنا وسنكون سداً منيعاً أمامهم”. كما دعا عضو مجلس الأمة الكويتي، في حوار مع 24، إلى ضرورة تفعيل القوة العربية المشتركة لاستئصال الإرهاب والتصدي له بقوة.
وبشأن المستفيد من زرع الإرهاب في الدول العربية المستقرة قال: “هناك استهدافٌ واضحٌ لدول الخليج العربي ومصر، والمستفيد من تلك العمليات بعض الدول التي لا تريد الخير أو الاستقرار للأمة العربية والإسلامية.. هذه الدول -دون أن يسميها- استطاعت أن تتدخل في سوريا وليبيا والعراق”، مشدداً على أنها “لن تستطيع أن تكمل مخططاتها الخبيثة في مصر أو دول الخليج”.
وأكد أهمية دور الإعلام للتوعية وتوصيل الصورة الحقيقية للدين الإسلامي، وأن الإرهاب الذي أتى به داعش أو الجماعات التي اغتالت النائب العام في مصر لا دين ولا شكل ولا موطن له ويجب محاربته بالفكر المعتدل.
ورداً على سؤال فيما يخص علاج مسببات الإرهاب قال: “لا يأتي ذلك في يوم واحد، بل وفق خارطة طريق واضحة المعالم لا تكون مجرد حبر على ورق فقط”، مؤكداً ثقته الكبيرة في قادة الدول العربية على “مواجهة الفكر الإرهابي الضال الذي يحرق الأخضر واليابس”.
وفيما يتعلق بالمطلوب عربياً لمساعدة الحكومات في مواجهة الإرهاب، أشار إلى وثيقة أعدها إلى البرلمان العربي تحت عنوان (وثيقة كيف نبني الوطن)، تتضمن أربعة جوانب رئيسية، الأول، الجانب الديني الذي يتحدث عن الوسطية ويدعم الفكر الوسطي ويحارب الفكر التكفيري. والجانب التعليمي من خلال تثقيف وتوعية الشباب للحفاظ على الوطن وبنائه، والجانب الاقتصادي، من خلال إيجاد فرص عمل. أما الشق الرابع فيشمل الإعلام الهادف الذي يوصل الصورة الحقيقية للمواطن العربي ليبني وطنه بشكل صحيح.
وشدد على ضرورة ابتعاد الإعلام عن الأجندات الخاصة وألا يتطرق إلى الفتنة ولا يحاول أن يشق الصفوف أو يهدم أبناء الوطن العربي أو أبناء الدولة نفسها، مؤكداً أهمية أن تطبق هذه الأفكار على أرض الواقع.
ولفت في ذات السياق إلى وجود أفكار ودراسات كاملة لمفكرين وعلى مستوى الجامعة العربية تتحدث في نفس المضمون، لكن تحتاج إلى تبنيها بشكل واضح ومباشر، معرباً عن اعتقاده أنها ستؤثر في ثقافة الشباب العربي الذي تصل نسبته إلى أكثر من 65% بالوطن العربي.
وفيما يخص وسائل الإعلام التي تحاول زعزعة الاستقرار في بعض الدول العربية، أشار إلى أن هذه مسؤولية وطنية، مطالباً باتخاذ الإجراءات الحازمة ضد كل قناة تثير البلبلة والفتنة، مستشهداً على سبيل المثال بما ينص عليه القانون المرئي والمسموع في الكويت بحيث يتم سحب ترخيصه أي قناة تخرج عن قانون الوحدة الوطنية وإغلاقها.
وأضاف الجبري: “نحن مع الديمقراطية ومؤيدون للرأي والرأي الآخر، ولكن للديمقراطية أنياباً إن استخدمت بشكل سلبي يمكن أن تدمر الوطن.. الديمقراطية ندعمها بشرط ألا تتعدى على حقوق الآخرين وألا تحمل أجندات لهدم بلداننا العربية أو لتفتيت وحدتنا الوطنية أو تفريقنا كشعوب ملل وفئات وطوائف”.
وأردف الجبري، قائلًا: “نحن شعوب عربية متعايشون متحابون، ونرحب بنهج الإعلام النزيه الذي يوصل الصورة الحقيقية للناس ويجعل الناس تتعايش لبناء أوطانهم”، مشدداً على أنه إذا أتى الإعلام بأجندات مدفوعة من الخارج لهدم وتفتيت الوطن العربي فحينها يجب أن يطبق القانون ولا يلتفت للأصوات النشاز”.
ورداً على سؤال فيما يخص القنوات الفضائية التي تتخطى حدود الدول وتبث الفتنة، قال: “على الشعب العربي أن يكون واعياً لما يحاك له من مؤامرات وكُتب ألفت من أكثر من ستين أو سبعين سنة تتكلم عن واقعنا الآن”.
وأكد أنه “إذا وصل المواطن العربي لثقافة عالية سيكون ملماً بما يحاك من مؤامرات في العالم العربي ولن تؤثر فيه تلك القنوات والمؤثرات”.
ورداً على سؤال كيف واجه الشعب الكويتي التفجير الإرهابي الأخير على مسجد للطائفة الشيعية في الكويت قال: “بفضل الله خلال 48 ساعة تم إلقاء القبض على الذين دبروا هذا الحادث الإجرامي، وهذا إنجاز لوزارة الداخلية، ونجحت فيه من منطلق واجبها”. وأثنى على دور وزارة الداخلية المتميز في اتخاذ الاحتياطات الأمنية، مشيراً إلى أنها حاصرة للأسماء التي تؤيد الفكر المنحرف المتطرف والوضع الآن مستقر.
ولفت إلى أن “نواب مجلس الأمة والحكومة كانوا في اجتماع مستمر خلال ثلاثة أيام في مقر مجلس الأمة وهو بيت الشعب، ووضعوا آلية لمخاطبة الشعب الكويتي بألا يقع في هذه الفتنة”، مثنياً على الدور الإيجابي للإعلام حيث قام باستضافة الشخصيات المعتدلة من السنة والشيعة لتوضيح الرؤية ولإخماد الفتنة التي تحاك للشعب الكويتي الآمن والمسالم. قائلاً: “وبالفعل كان الشعب الكويتي حريصاً وفطناً لهذه الفتنة التي يراد أن تقع بين السنة والشيعة وأثبت وعيه وعدم انجراره إليها بفضل الله”.
كما ثمن نزول سمو الأمير إلى موقع الحادث خلال ربع الساعة من موقع التفجير بلا حماية وبشكل عفوي وأبوي أطفأ به الفتنة في لحظة.
وحول الاجتماع الطارئ لمكتب البرلمان العربي الذي عقد مؤخراً في القاهرة لبحث تداعيات الهجمات الإرهابية على عدد من الدول العربية، قال الجبري إن “انعقاد اجتماع طارئ جاء بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة في الكويت وتونس ومصر، فنحن دائماً نحذر من الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي لا تراعي ديناً ولا دولة ولا تمت للإسلام بصلة”.
وشدد على أنه “كان لا بد أن ندين ونشجب، ولكن أردنا كذلك معالجة حقيقية لما يجري من أوضاع في أوطاننا العربية أو بالأحرى ما تبقى من أوطاننا العربية”، مشيراً إلى أن محاربة كل فكر منحرف ومتطرف وإرهابي مهما كان هو مطلب الشارع العربي.
وأكد أهمية وضع خارطة طريق لمحاربة الفكر الإرهابي المنحرف ومعالجته بفكر وسطي معتدل يحافظ على وحدتنا القومية والعربية والإسلامية.
وأشار إلى أن اجتماع البرلمان العربي الطارئ أقر الدعوة إلى عقد قمة للبرلمانيين العرب لمكافحة الإرهاب.