سمو الامير يشيد برجال الامن في الحفاظ على امن الوطن واستقراره
تحية اجلال واشادة وتقدير ازجيها لرجال الامن في وزارة الداخلية على ما بذلوه من عمل دؤوب وجهود مخلصة اتسمت بالشجاعة والكفاءة والتفاني واسهمت في سرعة التوصل الى مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة والحفاظ على امن الوطن واستقراره كما نثمن عاليا ما قام به المسؤولون في وزارة الصحة وهيئاتها الطبية والتمريضية من جهود كبيرة وما قدموه من خدمات طبية لمعالجة المصابين والجرحى ومقدرين ايضا كافة الجهود التي بذلها رجال الادارة العامة اللاطفاء ورجال القوات المسلحة والجهات الحكومية الاخرى اثر هذا الحادث المؤلم، اننا نتابع ونشاهد تنامي ظاهرة الارهاب واتساع رقعته بمختلف اشكاله وصورة في السنوات الاخيرة واشتداد ضراوته وعنفه فقد اصبح يهدد امن الدول استقرارها مما يحتم على المجتمع الدولي باسهر تكريس كافة طاقاته للتصدي له والقضاء عليه وتجفيف منابعه لتنعم الدول والشعوب بالامن والسلام كما ان عليه ايضا تعزيز جهوده للحد من انتشار ظاهرة الاحتقان الطائفي البغيض ومنع اتساع رقعته لما يشكله من تهديد لكيان الامم وتفتيت لوحدتها.
اخواني وابنائي,, لاشك انكم تدركون طبيعة الظروف والاوضاع الحرجة التي تمر بها المنطقة وتتابعون مجرياتها ومخاطرها مما يستوجب معها اخذ الحيطة والحذر واستنباط الدروس والعبر لتلافي تداعياتها ومخاطرها التي لسنا بمنآي عنها لحماية وطننا والحفاظ على امنه واستقراره وتجنيبه المخاطر ولن يكون ذلك الا بمزيد من تعزيز جبهتنا الداخلية وبالتكاتف والتلاحم والوقوف في وجه كل من يحاول المس بوحدتنا الوطنية التى هي السياج الحامي والحافظ بعد الله تعالى لوطننا العزيز وعلينا تعزيز الترابط بين كافة افراد المجتمع والحفاظ على الروح الكويتية المعهودة فالكويت كانت وستظل بإذن الله تعالى مثالا للتراحم والتكافل والنهج السمح الذي سار عليه اباؤنا منذ القدم وورثوه لنا رغم ما مروا به من شظف العيش وقسوة الطبيعة. اننا نؤمن بان الكويت لجميع أبنائها وليست لفئة دون اخرى فالكل يعيش على ارضها وينتمى لهويتها.
ان علينا ان نتذكر ما ينعم به وطننا العزيز من نهج ديمقراطي متجذر وثابت توارثه اهل الكويت يملك فيه الجميع حرية التعبير وان نفخر بدستورنا الذي ارتضيناه والذي هو محل اعتزازنا.
ان المواطنة الحقيقية تقاس بما يقدم للوطن من عطاء وإخلاص وولاء وتضحية وفداء فليس الانتماء للوطن شعارا يتغنى به بل هو عمل وتفاني للحفاظ على امنه واستقراره ورفع شأنه.
اخواني وابنائي ،،،
لقد اكرم المولى تعالى امة الإسلام بشهر رمضان المبارك وإستأثرها فيه من بين الأمم وجعله موسما للخيرات والطاعات وضاعف فيه الأجر والحسنات وخصه بالتشريف بأن أنزل فيه كتابه العزيز هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وجعله فرصة لتجديد التوبة والإنابة إليه والإكثار من فضائل الأعمال ومحاسن الأفعال وانه لشهر الجد والإجتهاد والجود والتراحم والمواساة فهو شهر تسمو فيه النفوس وتزدان نقاوة وصفاء يتسابق فيه المؤمنون بإغتنام أيامه ولياليه للاستزادة من الأعمال الصالحة والإقبال على كتاب الله تعالى قراءة وتدبرا وعملا فطوبى لمن وفق لصيامه وقيامه فغفر له ما تقدم من ذنبه.
اخواني وابنائي ،،،
يمر علينا شهر رمضان المبارك منذ سنوات عديدة وعالمنا الإسلامي يواجه ظروفا عصيبة ومصائب جمة وتحديات سياسية وأمنية خطيرة إمتزجت معها الفتن وتعددت فيها الخطوب والمحن وكثر فيها دعاة الباطل والتكفير والبدع احتار العقل فيها وعجز معها التأمل وليس لنا أمام ذلك سوى التضرع إلى الباري تعالى واللجوء إليه بأن يجمع كلمة المسلمين ويوحد صفوفهم ومقاصدهم ويلهمهم الرشد والصواب ويشيع بينهم التآزر والتكاتف لدرء هذه المخاطر ومواجهة هذه المصائب والتحديات.
إننا ونحن في هذا الشهر الفضيل شهر الجود والاحسان علينا ان نتذكر ما تعانيه العديد من دولنا العربية الشقيقة من ويلات الصراعات والحروب وفقدان الامن والامان وما نتج عن ذلك من مآسي انسانية تدمي القلوب ادت الى تجويع شعوبها وتشريد مواطنيها داخل وخارج اوطانهم وعهدنا بكم اهلنا في الكويت ممن جبلوا على حب الخير والبر والاحسان منذ القدم انكم سباقون في مد يد العون حيث سجلتهم دورا متميزا في هذا المجال.
اخواني وابنائي ،،،
ان شبابنا هم الثروة الحقيقية لوطننا العزيز ويحظون دوما لدينا بما يستحقونه من عناية واهتمام فهم عماد الوطن وعدته وامله ومستقبله وعلينا تحصينهم من الافكار الضالة والسلوك المنحرف والعمل على تمسكهم بديننا الاسلامي الحنيف الداعي الى الوسطية والاعتدال وتعزيز قيم الانتماء لوطنهم كما ان علينا استثمار طاقاتهم وصقل مواهبهم وتحفيزهم على الجد والعطاء. ولقد سرنا ما حققته حملة المشروع الوطني للشباب “الكويت تسمع” من نجاح من خلال تبني الافكار والمقترحات البناءة والهادفة لاستغلال ما لديهم من ابداع وابتكار وتحفيزهم على الانخراط في العمل المهني الحر الذي يعود عليهم وعلى وطنهم بالخير والمنفعة.
اخواني وابنائي،،،
نحن نعيش في نفحات هذه الليالي العشر الاواخر التى عظم الله تعالى شأنها بليلة القدر التى هي خير من الف شهر فاننا نتضرع الى الباري عز وجل ان يغفر لنا ويرحمنا ويتقبل صالح اعمالنا وان يحفظ وطننا العزيز الكويت من كل سوء ومكروه ويديم عليه نعمة الامن والسلام والازدهار والرخاء وان يحقق لامتنا العربية والاسلامية العز والنصر ويوحد صفوف المسلمين ويحقن دماءهم.
مستذكرين في هذه الليالي العطرة اميرنا الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح واميرنا الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراهما مبتهلين الى المولى جلت قدرته ان يسبغ عليهما واسع رحمته ومغفرته ويسكنهما فسيح جناته وان يرحم شهداءنا الابرار ويعلي منازلهم في جنات النعيم وان يغفر لجميع موتانا وموتى المسلمين ويتغمدهم بعفوه ورضوانه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته