قلم الإرادة

جوهر الإسلام

   أول آية نزلت في القرأن هي اقرأ ونعتبر بأننا مدينين لرسالة الإسلام التي أنقذتنا من الوثنية والجاهلية القديمة، لكن كلما توغلنا في مجتمعاتنا الإسلامية لوجدناها هي أكبر من يسجل أعداد الأميين والجهلة، ولا زالت تحكم الأعراف والتقاليد البالية عقلية السواد الأعظم من المجتمع، والقراءة ليست منتشرة على نحو واسع بل إنها غير مرغوبة وتتم محاربتها بشتى الطرق، ويتم تهميش دورها ومصادرة الكتب ومراقبة الأفكار، ولا ننسى بعض الإصدارات في الآونة الأخيرة والتي باتت تُحسب على الكتب، ذات السياق الركيك والمواضيع السطحية والتي لا ترتقي لأن تكون بين دفتي كتاب!

 

   إذن فلا أعتقد أن الإسلام صنع الكثير مع هذه الأمة الجاهلة، التي لا زالت تتمسك بالأعراف والتقاليد والجهل! لأن القيمة الأساسية للدين هي أن يصنع فرداً فعالاً للمجتمع، ونموذج للإنسان الذي كرمه الله بالعقل، لا كما حصره الكثيرين بالمظاهر والعبادات بين العبد وربه والتي لن تقدم ولن تؤخر في المجتمع مادام الشخص جاهل، لأن التدين أكبر من كونه صورة لملتحي أو متحجبة، إذا أردنا أن نكرم الرسالة الإسلامية فيجب أن نعود لجوهرها، علينا أن نسأل عن إخلاص الفرد في العمل، عن ثقافته ومدى إدراكه ووعيه للأمور وإحترامه لحريات وآراء الآخرين؛ لأن أول آية هي اقرأ وبنظري هذه الآية هي التي تمثل جوهر الدين، وكل من يُمارس الجهل حتى الآن عليه أن يخجل من يحسب نفسه على الإسلام.

 

**

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @hanan____i

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى