قلم الإرادة

البلاء يحمل لنا العطاء

   إن العمل الإرهابي الذي قام به الشخص المجرم المعتوه ومن سانده وخطط له وشد من أزره في قتل الأبرياء في مسجد الإمام الصادق وهم لله ساجدون في جريمة بشعة لا تمت بصلة لأي دين سماوي وترفضها الفطرة الإنسانية في الاعتداء على بيوت الله وعلى المسلمين وفي شهر الرحمة والقرآن وفي يوم مبارك هو يوم الجمعة، هو عمل ذليل جبان  فخسأت أعمالهم وسوف ينالون جزاؤهم من الديان يوم الحساب على ما اقترفت أيديهم في ترويع الناس وقتل الأبرياء شيوخاً وأطفالاً، والعبث بأمنهم ومحاولة شق الوحدة الوطنية.

 

   إن تلك الجريمة البشعة قد أظهرت مدى تكاتف الشعب الكويتي واندماج طوائفه على مر العصور ومدى اهتمام قيادته العليا بشعبها وخير دليل هو حضور وتواجد سمو الأمير حفظه الله في موقع الجريمة في وقت قياسي وخطير للاطمئنان على أبنائه في سابقة لم تحدث وتدل على حب هذا القائد لشعبه وتأثره الشديد على الضحايا، وقد فشلت تلك الجريمة الخبيثة  في الوصول لأهدافها وإثارة الفوضى الأمنية وضرب الوحدة الوطنية التي ما زالت بفضل الله متماسكة وقد ازدادت تألقاً في حب الكويت والالتفات الشعبي غير المسبوق بين الاخوة السنة والشيعة في بلد الخير والعطاء ، ومدي التلاحم العميق في السراء والضراء وهذه الجريمة نموذج على تلك المواقف التي نتمنى أن تكون حاضره في كل الأوقات.

 

   لم ينجح الإرهاب الأسود البغيض في الوصول إلى أهدافه الخبيثة وخاصة في الكويت التي تتميز عن غيرها من البلدان بوحدتها الشعبية وقيادتها الحكيمة وأجهزتها الأمنية المتميزة التي نجحت بفضل الله من القبض على كل من ساهم في هذا العمل الإجرامي الذي نتمنى ألا يتكرر أبداً بمزيداً من التكاتف واليقظة وتفعيل كل أدوات الرقابة الأمنية على تلك النفوس المريضة التي تحاول في العبث بالأمن وإثارة النعرات الطائفية وضرب الوحدة الوطنية.

 

   إن تلك الجريمة البشعة أظهرت أن هناك بعض التراخي في الانضباط الأمني ويجب الاستفادة من تلك الجريمة بتعزيز الدور الشعبي وحب المواطنة والالتفات حول القيادة وهنا يجب أخذ الحيطة والحذر والانتباه وعلى وزارة الداخلية أخذ بصمة كل شخص يدخل البلاد عن طريق المنافذ وحفظها لسهولة الرجوع إليها في كل الأحوال وتؤخذ مرة واحدة وتحفظ على رقم الجواز أو البطاقة المدنية كما هو معمول به في أغلب الدول.

 

   إن الصبر على البلاء في السراء والضراء يحمل في طياته العطاء غير المحدود من الله العلي العظيم، مات ابن لعروة بن الزبير وكان قد بُترت ساقه، فقال رضي الله عنه “اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت، وإن كنت أخذت فقد أبقيت، أخذت عضوًا وأبقيت أعضاء، وأخذت ابنًا وأبقيت أبناء ” الكبائر للذهبي.

 

   الرحمة لشهداء الكويت الأبرار الذين طالتهم يد الإرهاب في مسجد الصادق ونقول لقوى الشر والإرهاب خسئتم وخبتم وخاب مسعاكم فالكويت عصية عليكم بفضل الله وبتماسك شعبها الطيب، القوي في الأزمات والشدائد وكل الشكر والتقدير لرجال الأمن المخلصين الذين نجحوا في شل أيدي الإرهاب والقتل والتدمير والقبض على قوي الشر والضلال والتكفير، اللهم نسألك برحمتك الأمن والأمان والاستقرار لبلادنا ولبلاد المسلمين وأن تحفظ لنا الكويت وتديم هذا التماسك والتلاحم والتراحم الشعبي الذي ليس له مثيل.

 

**

 

دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bnder22

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى