التطرف لم يأتي من المريخ!

   في الوقت الذي تظهر فيه الأفعال النكراء لداعش وأخواتها على الساحة تبدأ الأصوات المُنددة وتعلو بجملتها الشهيرة “لا يمثلون الإسلام”، نكتفي اليوم برجمهم خارج دائرة المجتمع، ومن السهل جداً ترديد عبارات الإنكار والإستنكار والبحث عن شماعات خارجية نعلق عليها أخطائنا بقولنا صناعة أميركية وإسرائيلية وإلخ..

   وفي حقيقة الأمر كل هذا التطرف ما هو إلا نتاج التنشئة والتعليم؛ في الوقت الذي نعلم به أطفالنا أن الضآلين هم النصارى والمغضوب عليهم هم اليهود وكل من يختلف عنا كافر يجب محاربته ونبذه نكون قد غرسنا أولى بذور التطرف والكراهية، عندما يكبر الطفل وهو على يقين بأن القرآن كتاب شامل لكل العلوم حتى علم الفضاء! ولا يكلف نفسه بعدها بالإطلاع والبحث في العلوم والثقافات المختلفة من حوله لأنه ببساطة مسلم يملك الحقيقة المطلقة! تكون النتيجة التطرف، عندما يُقرأ التاريخ الإسلامي بنزعة التعالي ورفض نقد الذات يولد التطرف.

   التطرف لم يأتي من المريخ يا أعزائي، ولم يوجد على هذه البقعة لمجرد وجود فكرتكم الساذجة عن وجود “مؤامرة” تدبر لكل ما يحدث، التطرف ساهمت أساليب تربيتنا ومناهجنا في تأصيله.

**

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @ hanan___i