وزير الخارجية: الاسلام يتعرض لهجمة شرسة تهدف لتمزيق عراه
أكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد اليوم “الاثنين” ان العالم الاسلامي يقع تحت وطأة هجمة شرسة تهدف الى تمزيق عراه وتشويه صورته الحقيقية التي تعكس القيم الراسخة والأصيلة في الدين الاسلامي الحنيف المبنية على التسامح والاعتدال والانفتاح.
وجدد الخالد في كلمة ألقاها لدى ترؤسه الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي بشأن الوضع في اليمن الذي ينعقد بمقر الأمانة العامة للمنظمة بمدينة جدة السعودية التأكيد على ضرورة رص الصفوف ونبذ عوامل الفرقة والخلاف ومواصلة العمل يدا بيد لمواجهة الأخطار الحقيقية التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية العتيدة.
وأعرب في بداية كلمته عن بالغ التقدير والامتنان للاستجابة السريعة لدعوة الجمهورية اليمنية لعقد اجتماع استثنائي لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي لمناقشة الأوضاع الراهنة في اليمن “استشعارا لخطورة المرحلة وادراكا لأهمية تطورات الاوضاع هناك ليس فقط على العالمين العربي والإسلامي وإنما على مختلف دول العالم بشكل عام”.
كما عبر الخالد عن وافر الشكر والتقدير للامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اياد أمين مدني وجهاز الأمانة “للتنظيم والاعداد الجيد لأعمال هذا الاجتماع الاستثنائي الهام”.
وذكر انه “في الوقت الذي نبارك لكم وللأمة الاسلامية جمعاء قرب حلول شهر رمضان المبارك فإن عالمنا الاسلامي تحت وطأة هجمة شرسة تهدف الى تمزيق عراه وتشويه صورته الحقيقية التي تعكس القيم الراسخة والأصيلة في ديننا الاسلامي الحنيف المبنية على التسامح والاعتدال والانفتاح”.
وأكد في هذا السياق التأكيد على “ضرورة رص الصفوف ونبذ عوامل الفرقة والخلاف ومواصلة العمل يدا بيد لمواجهة الأخطار الحقيقية التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية العتيدة”.
واشار الى ان “اليمن الشقيق لا يزال يشهد احداثا أليمة متسارعة ساهمت بزعزعة أمنه وعبثت باستقراره أدت الى الانقلاب على الرئيس ومؤسسات الدولة الشرعية وشكلت هذه الاحداث تهديدا مباشرا لأمن واستقرار اليمن والمنطقة جمعاء فضلا عن تهديدها للأمن والسلم الدوليين”.
واوضح ان “الميليشيات الحوثية والقوى المتحالفة معها لم تكتف بالعدوان على الشرعية اليمنية والعبث باستقرار اليمن بل تعدت ذلك بالعدوان على المملكة العربية السعودية الشقيقة مهددة امن المملكة وسيادتها ووحدة وسلامة اراضيها”.
وأضاف الخالد أنه “في ضوء تلك التطورات اتخذت المملكة العربية السعودية سلسلة إجراءات لحماية حدودها وسلامة مواطنيها” قائلا انه “لا يسعنا في هذا المجال إلا ان نجدد دعمنا الكامل لجهود دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإجراءات التي اتخذتها للدفاع عن نفسها” استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من الأمم المتحدة بتفعيل نص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ونص المادة الثانية من معاهدة الدفاع العربي المشترك ونص المادة السادسة من ميثاق جامعة الدول العربية ونص المادتين الثانية والثالثة من اتفاقية الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
كما أعاد التأكيد في هذا الصدد على “ضرورة التنفيذ التام والشامل لقرار مجلس الامن رقم 2216 والقرارات الأممية الأخرى ذات الصلة المبنية على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والتي تم التوافق عليها من جميع مكونات الشعب اليمني وذلك حفاظا على وحدة البلد الشقيق وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية”.
وأشاد الشيخ صباح الخالد من هذا المنطلق بنتائج مؤتمر الرياض من اجل انقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية الذي عقد في الفترة بين يومي 17 و19 مايو الماضي والذي اثمر عن إصدار وثيقة (إعلان الرياض) وفقا للأهداف التي حددها الرئيس اليمني.
وأعرب بهذا الصدد عن أمله في استمرار عقد المشاورات الخاصة باليمن في جنيف برعاية الأمم المتحدة وأن تغلب الأطراف كافة مصلحة اليمن والشعب اليمني “التي لن تتحقق إلا بالعودة الى الشرعية والمرجعيات الإقليمية والدولية ذات الصلة”.
وأعرب الخالد عن ترحيب الكويت ودعممها لعملية اعادة الأمل للنهوض باليمن وإعادة اعماره مشيرا الى انها قدمت بالتنسيق مع الحكومة الشرعية اليمنية المساعدات الاغاثية للشعب اليمني عبر القنوات الرسمية والشعبية كما قررت الحكومة الكويتية واستجابة لتوجيهات سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد واستشعارا للمعاناة الانسانية التي يمر بها اليمن الشقيق تقديم مائة مليون دولار امريكي لتغطية الاحتياجات الانسانية وتحسين الأوضاع هناك.
وعبر في هذا المقام عن عميق التقدير لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بإنشاء مركز اغاثي موحد لتنسيق وتقديم المساعدات للشعب اليمني داعيا الدول كافة بما فيها دول منظمة التعاون الاسلامي والمنظمات والهيئات الاقليمية والدولية والهيئات التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي العاملة في المجال الانساني الى تقديم المساعدات الانسانية وتبني برنامج دعم اقتصادي وتنموي شامل لإعادة بناء اليمن وتمكينه ممثلا بسلطاته الشرعية والدستورية لانجاز متطلبات المرحلة التي يمر بها.
ودعا الخالد في ختام كلمته الله العلي القدير ان يخرج الاجتماع بالنتائج الايجابية المرجوة وان ينعم اليمن بالأمن والاستقرار والازدهار في ظل حكومته الشرعية ومؤسساته الدستورية.
وكانت أعمال الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي بشأن الوضع في اليمن انطلقت في وقت سابق اليوم برئاسة الشيخ صباح الخالد وبمشاركة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.