يا واقع … قل له هلا !!
عندما لا تشدني أخبار تشكيل الحكومة فأنا هنا لا أحلق خارج سرب واقع الحال الكويتي, فهنا لا يهمنا تشكيل الحكومات بقدر حرصنا على تشكيل حروف واقعنا سواء بضمة تنمية أو فتحة شارع أو كسرة خبز, والتشكيل بالنسبة لنا هو (خبر) إعلامي لا بد منه ولكن يبقى تجاهلنا له أيضاً واقع ما من إهماله بدُ !!
بالله عليكم ما فائدة أن أعرف أن وزير التربية هو فلان أو علان بينما طفلي الذى يدرس في الرابع ابتدائي لا يستطيع تهجئة ولا قراءة اسم الوزير !! وما فائدة كون هذا أو هذه تربع على كرسي وزارة الصحة بينما أنا أعرف أن حجز تذكرة سفر إلى بلاد الواق واق أسهل كثيراً من حجز سرير في مستشفياتنا !! وكيف يكون معرفة اسم وزير الأشغال مهماً ما دامت كل طرق شوارعه تؤدي إلى الزحمة !! ولم أعرف اسم وزير البلدية ما دامت قضية لحمتنا التي نشتريها هي خاربة خاربة !! وكيف تكون أصلاً عندي فضاوة من الوقت لاعرف اسم وزير الإعلام في ظل كل هذا الضجيج الفضائى الذى فاض منه كيل (ستلايتي) !! معرفة أسماء الوزراء في كل تشكيل حكومي غير مجدية ما دامت الأفعال غائبة عن مشهد التنمية فكفانا جمل اسمية كسرت ظهرها حمول هموم واقعنا واجلبوا لنا جملة فعلية واحدة تزار في الغايات فتردد صدى زئيرها سباع الوسائل.
على الحكومة المقبلة أن تتواصل مع شعبها فعلياً لا اسمياً وألا تكون كذلك الرجل الذي غرته المناصب فتكبر على قومه وأخذته العزة بالمنصب حتى وصلت فيه العنجهية إلى حد أنه كلما سلم عليه أحد التفت إلى مساعده الذي اسمه دليم ليقول له: يا دليم قل له هلا !!
فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bin_hegri