قلم الإرادة

نيلوفرٌ وَ – جُورية – ،، (١)

نيلوفرٌ وَ – جُورية – ،، (١) 

 

“جورِيتُكَ”

التيْ هرِمتْ برحيلكَ

مازالتْ تشعُر بتلكَ القُبلة

التي أرسلتَها ذاتَ يومٍ مع نسماتِ الربيع الهادئة

مازالتْ تشعُر ببرودتِها

على أوراقِها المُتلهِفةِ لقُبلةٍ أُخرىْ

مازالتْ تشعُر بأنفاسكَ وأنتَ تستنشقُ عبيرَها

وكُلما راودَها الشُعور بتلكَ اللحظات

تذكرتْ رائحةُ عطركَ “النفاذة”

ونسيتْ بأنها هيَ ذات – الشذىْ – ،، !

 

عطرُكَ ذو الرائحةُ النيلوفرية

تُداعِبُ أنفاسَها كلَّ ليلةٍ بهِ

وتهطِلُ بسببهِ صورُ ذكرياتُكَ في رأسها

واحدةً تلوَ الأُخرىْ

فتُطأطىء رأسهَا المُثقَل بِذكراكَ

وتَهيمُ في موجةٍ سُهادٍ حادٍ

لا ينفكُ يُناكِفُ ليلتهَا الهادئة

ويُشاغِل جُرحها الغافيْ ،، !

 

عطرُكَ النيلوفريّ

ينبِشُ في قلبها ضريحاً أودعتكَ فيهِ حياً 

وأرغمتْ حواسَها كُلها “أنْ آمني بموتهِ “

وأتبعيْ أسمهُ بالجزيلِ من الرحماتِ

وأسأليْ لهُ فردوساً بعيداً عنكِ

وابتهليْ للهِ بإلحاحٍ

حتى يُجيبَ لكِ هذه الدعواتْ ،، !

 

عطرُكَ النيلوفَري

يفقأُ عينَ فرحتها بكلِ شيءٍ 

فـ/ حينَ تشتَمهُ أو تستنشِقُ شبيهاً له

تصيبُها رعشةُ الحنينِ

رغمَ إيمانها ألا شبيهَ يُذكر

وأنها تتوهَمُ ذلكَ كله

وتفتَعِلهُ عمداً

لتُسكِتَ شوقِها المضطرم وتربتُ على كتفيه ،، !

 

هي واللهِ ليستْ أفلاطونيةُ الفلسفةِ

ولا قيسيةُ الهَوى

ولا نزاريةُ الحَرفِ 

ولكنها عشقتكَ

وأنتَ جعلتَ عشقها في لغَتكَ 

ممنوعاً من الصرفِ

فانصَرِف عنها وخذ كٰل بقاياكَ 

ولا تدع خلفكَ مايُثيرُ أعتقادها بأنكَ

الماضيَ

واللحظة ،، 

وكلِ ماهوَ آت ،، !

عُد الآنْ 

وامسح بكفكَ على ذاكَ الجبينِ

لينسى قُبلتكَ 

ثُمَ أخرِجها بيديكّ منْ ذاكَ الكمين 

فإنهَا تفنَى رويداً رويداً 

وسيهلكُها الجوىْ وَ الحنينْ ،، !

فـ/ وربِ السماواتِ والأرضِ ومنْ فيهِنْ

أنها تئنُ عليكَ 

وصوتُ أنينِها 

كـ/ قيثارةٍ مُمزَقةِ الألحانِ

ومع ذلكْ ،،

يجزَعُ الكونَ من ذاكَ الأنين ،، !

 

 

 

– ( بـوح ) ،، 

تلكَ المرأة ماهِيَ إلا “جوريةٌ شرقية “تكحلتْ بعشقكَ وبعدَ رحيلكَ صارالدمعُ حبراً أسوداً،،أنسكبَ على الوجنتينِ وَ “خطَّ وعداً”،، بألا حِدادَ بعدك علىْ بشرٍ سِواك ،، ألاحِدادَ بعدك علىْ بشرٍ سِواك ،، !

 

**

 

لمياء معجب “السعودية” ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @LamiaMoajeb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى