قلم الإرادة

صفحتي ليست بيضاء

   لم أتي إلى هذه الحياة كصفحة بيضاء كما اعتادوا أن يقولوا أن الأطفال يأتون وهم صفحات بيضاء، في حقيقة الأمر نحن نأتي بحملٍ ثقيل مما كتب علينا بداية من أهلنا، عرقنا، أصلنا، ديننا وطائفتنا، ثقافتنا، عاداتنا وتقاليدنا؛ والتي عادةً ما تكون جاهلة وتجرنا إلى الوراء في كل مرة نحاول بها الإنفتاح والتقدم، والإتيان بشيءٍ جديد عندما نكبر، كل ما أتينا محملين به منذ الصغر يقف أحياناً كثيرة عقبة في وجهنا مستقبلاً، البعض قد يستسلم لما فرضته عليه الأقدار ويبدأ بالعمل وفق ما تحدده له عاداته وتقاليد وإرثه الثقافي وإن كان ملئ بالأخطاء! تبرمج عقله على أن تلك العادات مقدسة لا تتعرض للنقد ولا المناقشة فقد يكون في تلك المحاولة مجازفة بمستقبل الشخص!

 

   إلا أن البعض الآخر قد يحاول بكل ما أوتي من قوة ليحارب تلك العادات، التي تعيدنا في كل مرة إلى الوراء، البعض لا يكتفي بتلقيها وتلقينها دون أن يمحصها وينقدها، يُدرك مدى خطورتها على الأجيال، ومُهلكة تناقلها دون وعي وتفكير.

 

   نعم أنا من الفئة التي لا تقبل بتلقي العادات والتقاليد دون التفكير بها، من الفئة التي لا تكتفي بأخذ ما دونته الحياة في صفحاتها، الفئة التي لا تقبل أن يتولى أموات من القبور مهمة التفكيرعنها ورسم مسار حياتها وتقرير مصيرها، في مشواري في هذه الحياة سأحاول في كل مرة أن أمحو كل ما دون في صفحتي التي خدعوني وقالوا بأنها بيضاء، وهي مليئة بأفكار أناس غيري، سأجتهد كثيراً كي أكتب وأدون أفكاري الخاصة، طموحاتي، اختلافاتي، نظرتي، ونقدي، سأحفر كل ذلك على صفحتي التي ما كانت يوماً بيضاء.

 

**

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @ hanan___i

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى