قلم الإرادة

مواجهة !

   عشت مع نفسي منذ والدتي، تعرفت عليها .. عرفتها، حولي من هم حولي من الأهل والأصدقاء والغرباء، منهم من يعرفني حق المعرفة حتى أنها تفوق معرفتي لنفسي، كثيراً ما أمارس عادة “الحوار مع الذات” ليس بوقت أو مكان محدد ولكن مجرد خلوة مع نفسي أحادثها وأناقشها كذلك، كثيراً ما تكون هناك تساؤلات في داخلي منها ما أبوح به لنفسي أو لغيري ومنها ما يظل حبيس الفكرة ولا يخرج حتى لنطاق حوار الذات ..

 

سمعت عنه الكثير من أشخاص مختلفين مما شوقني لملاقاته والاستماع لكلماته وإسلوبه الشيق المرن، طرحه وتقنيته الغريبة التي حازت على إعجاب الجميع “تقريباً” ولّدت في داخلي إصرار وحماس لملاقاته، تم اللقاء .. ذهبت إليه طالباً للنصيحة وإذ بي أصدم !! وقفت مبهورة لا أعلم أبتسم؟ أضحك؟ أخاف؟ وأغلب الوقت ساد علي شعور الذهول ! الدكتور موسى جويسر دخل في أعماقي حلّلني فسّرني اختصرني، نطق بما أجرؤ ولا أجرؤ على نطقه عن نفسي، ما أخشى أن أصارح به نفسي .. تساؤلات لم أستطع أن أجعلها حتى مشروع نقاش بيني وبين نفسي واكتفيت بالوقوف عندها قلقة مرعوبة خائفة ثم تخطيتها كتمتها وحجبتها ولا أريد العودة لها، هو تجرأ على البوح بها و قالها أمام جمع من الناس ! صفات بي لم يعرفها ولا يفهمها الكثيرون، أحاسيس تصرخ بداخلي تقتلني تجرحني وأحياناً كثيراً تبكيني ولكن غير قادرة على أن أطلق لها العنان، فأحتفظ بها لنفسي وأكتفي بتقديري لذاتي، كان يوم مشحون ومزدحم ولكن إلى الآن وخاصة بعد مقابلته لدي هذا الشعور الثقيل بالضيق .. ما كنت أهرب منه يجب أن أواجهه الآن، مشاعر متضاربة كانت ولكن تفوق عليها شعور الحزن لأنه وأخيراً هناك من فهمني عرفني حق المعرفة، وددت لو أن هناك أشخاص معينين كانوا معي حينها لتتضح لهم فكرة من أنا ..

 

ملاحظة: لا أستطيع أن أختم مقالتي دون الشكر والثناء على الدكتور موسى جويسر، شخص وشخصية وحالة لن تتكرر ولم أقابل شخص بروعته وعقليته، أدام الله عليك الصحة والعافية ووفقك لما يحب ويرضا.

 

حصة بدر العبيدان ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية  

 

Twitter: @9oooo9a

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى