إقليمي وعالمي

إسرائيل تطلق فلسطينيين وتكثف الاستيطان

أطلقت اسرائيل، ليلة الأربعاء، دفعة جديدة من 26 أسيرا فلسطينيا في إطار مفاوضات السلام الجارية بين الطرفين برعاية الولايات المتحدة. إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قرر بموازاة ذلك تسريع الاستيطان في القدس الشرقية وسط تصريحات تمهيدية أوحت بوجود تفاهمات أو صفقة بهذا الخصوص.

وجاء الإعلان عن بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة بعد أيام من تصريحات إسرائيلية، يوم 25 أكتوبر، أكدت أن خطط البناء ستتم بموجب تفاهمات وصلت إليها الحكومة الإسرائيلية مع الجانب الفلسطيني.

هذه التصريحات التي خرجت غداة لقاء وزير الخارجية الأميركية جون كيري ونتانياهو في روما والذي ناقشا فيه قضية المحادثات أوحى بوجود صفقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لمقايضة الأسرى بالمزيد من الوحدات الاستيطانية، وهو ما رفضه الجانب الفلسطيني تماما.

ويرى محللون أن اسرائيل تريد أن توحي للأطراف الدولية بأنها توفي بالتعهدات التي أخذتها على نفسها عند عودة المفاوضات نهاية يوليو بينما لا يقوم الفلسطينيون بالمثل، حيث إنهم سيرفضون مواصلة الاستيطان بطبيعة الحال.

وكان إصرار اسرائيل على مواصلة الاستيطان، رغم إدانة المجتمع الدولي لهذه السياسة، قد أدى إلى توقف جولة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية السابقة في سبتمبر 2010.

“لا شك أن الإسرائيليين يريدون إظهار أن الفلسطينيين لا يمكن أن يكونوا شريكا متوازنا في عملية السلام، إنهم يريدون تأجيل الوصول إلى اتفاق نهائي ولكن لا يريدون أن يلقى اللوم عليهم فيظهرون أنهم يوفون بتعهداتهم بعكس الجانب الفلسطيني”، حسب أحمد موصللي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية ببيروت.

في رأي موصللي إن “الإسرائيليون لا يريدون الوصول إلى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين يوجبهم بإعادة أراض وتفكيك مستوطنات والعودة إلى حدود ما قبل 1967، لذا فإنهم منذ البداية يريدون إظهار أن الفلسطينيين ليسوا شريكا جادا وأنه من الجانب الإسرائيلي يتم عمل ما اتفق عليه”.

“مع كل ما يحدث الآن في المنطقة، خاصة على صعيد النزاع في سوريا، أعتقد أنه بالنسبة لإسرائيل فإن قضية الأسرى وكل القضايا الظاهرة حاليا هي في النهاية قضايا ثانوية، رغم أهميتها”، حسب المحلل السياسي.

وأضاف موصللي “أعتقد أنه ستكون هناك مرحلة تتوقف فيها المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لا أعتقد أن عملية السلام ستستمر لأن الأفق مسدود فيما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية مستقلة”.

وكانت اسرائيل قد أعلنت، يومين قبل فتح باب المفاوضات مجددا مع الفلسطينيين في 30 يوليو، موافقتها على الإفراج عن 104 أسرى فلسطينيين على أن يتم ذلك على دفعات وفقا لتقدم المفاوضات.

واتهم المفاوض الفلسطيني ياسر عبد ربه إسرائيل “بمحاولة كسب الوقت لتعزيز سياسية الاستيطانية وفرض أمر واقع جديد على الأرض”.

“هذا الموقف من طبيعته نسف مفاوضات السلام وهدم كل فرص إقامة دولة فلسطينية”، حسب عبدربه.

وفور إطلاق سراح الأسرى، أعلن راديو الجيش الإسرائيلي أن الحكومة ستبني 1500 مسكن في حي رامات شلومو الاستيطاني في القدس الشرقية.

وطبقا للإذاعة، فإن هذا القرار الذي لم يتم تأكيده رسميا، قد وافق عليه رئيس الوزراء وزير الداخلية كما وافقا على مشروعين إسرائيليين آخرين في القدس الشرقية لإقامة مركز سياحي وأثري بملاصقة الجهة الخارجية لسور المدينة القديمة وحديقة على سفح جبل المشارف.

وكان مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه قد أعلن الأسبوع الماضي أنه “بموجب التفاهمات التي تم التوصل إليها عشية استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين ستواصل إسرائيل في الأشهر القادمة الإعلان عن أنها ستبني في المجمعات الاستيطانية وفي القدس.”

وأضاف “الأمريكيون والفلسطينيون على علم بهذه التفاهمات”.

ونفى عبدربه ذلك نفيا قاطعا مؤكدا في تصريح إذاعي، أن نتانياهو يحاول عند إطلاق كل دفعة من الأسرى الإيحاء بأن الأمر تم في إطار صفقة أو تفاهم مسبق بين الطرفين.

وأضاف عبد ربه أن الأطراف الدولية، بما فيها الادارة الأميركية، تعلم أن “الأمر كاذب من أساسه ولا يوجد لا صفقة ولا تفاهم ولا حتي تلميحات بهذا الشأن قبل انطلاق العملية السياسية ولو كان الأمر قائما لرفضناه ورفضه الرئيس الفلسطيني بشكل قاطع وبدون تردد”.

وقال أنه “لا يعقل علي الاطلاق لا عندنا ولا عند الاسري ولا عند أي طرف وطني فلسطيني أن يقال إنه مقابل كل أسير سوف نقتطع جزء من لحم الوطن الفلسطيني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى