قلم الإرادة

إلى أين يا بلد الرفاه؟

   كان يا مكان في قديم الزمان دولة تملؤها الرفاهية، ومن حجم امتلائها للرفاهية كانت تصدر وجبات الإفطار لمدارس دول الجوار، يا الله كم كانت سباقةً في نشر الرفاهية ..لا تستغرب أخي القارئ إنها الكويت في الزمن الجميل، وما زالت جميلة حتى قرأنا تصريح سمو رئيس مجلس الوزراء الذي (بشرنا) بأن دولة الرفاه انتهت، كم كنت أتمنى من سموه أن ينطق بانتهاء دولة الفساد والمحسوبية، وإعلانه عن خطة التنمية الحقيقية التي ستقود الكويت إلى أهم مركز مالي و اقتصادي بالعالم، كما يتمنى صاحب السمو أمير البلاد، يا سمو الرئيس، لا يخدعوك في العجز الإكتواري الذي يتغنى به المتنفذون صباحاً أمام المواطنين، ويملئون حساباتهم مساءً، يا سمو الرئيس، إذا كانت هذه الأخبار الحكومية بداية لفرض الضرائب على المواطنين، فهل الخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية (فقط) التي تقدمها الدولة تستحق أن يدفع لها المواطن ديناراً واحداً؟

 

وإن كانت هذه الخدمات تستحق الضرائب، فلماذا كل المتنفذين علاجهم بالخارج وأبنائهم في مدارس وجامعات خاصة، و مسكن أبناءهم متوفر لهم قبل الولادة!

 

يا سمو الرئيس، نقدر ونحترم المواطنين التجار، فدورهم بارز في بناء كويت الماضي ومساهمتهم في ارتقاء الحاضر والمستقبل مع أخوانهم الكويتيين من جميع الفئات، ولكن هل كل التجار أخيار!!

 

بطبيعة البشر، سنقول لا ليس كلهم أخياراً، بل بعضهم يقدمون أفضل ما لديهم خارج الكويت وأسوأ ما لديهم داخل الكويت، فهل هؤلاء يستحقون أن تبيعوا المواطنين من أجلهم؟!

 

يا سمو الرئيس، في كل الدول المتقدمة، تقف الحكومات بالوسط، بين التجار والمواطن (العادي)، فلا تخسروا المواطنون من أجل قلة قليلة من التجار المتنفذين.

 

يا سمو الرئيس، منذ أكتشاف الذهب الأسود ونحن لا مصدر للدخل لنا سواه، ألم تفكر الحكومات السابقة وحكومتك الموقرة بتوفير مصادر دخل أخرى تحمي الكويت وشعبها من مغبة الزمن؟!

 

يا سمو الرئيس، الكويت باقية ونحن زائلون، ودولة الرفاه باقية وستبقى بإخلاص أبنائها لها، فلا تكن من المتشائمين واعمل على محاربة الفساد بدل محاربة الرفاهية.

 

سالم العتيبي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @ALDISTOR

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى