قلم الإرادة

اسأل عن المستشار؟!

   المستشار هو لقب يطلق على من لديه سمات معينة وليس كل من يستأنس برأيه يطلق عليه لقب مستشار.

 

   إن مفهوم ومعنى مصطلح المستشار يجب أن يكون وفق معايير معينة أن يكون ذو أمانة وصدق وإخلاص وحكمة وقوة الشخصية والرأي السديد والفطنة والفراسة ورجاحة العقل وصفاء النية وبعد النظر ورؤية مستقبلية وسلامة البصيرة ومستقر نفسياً واجتماعياً وعدم تحيزه لفئة أو جماعة أو حزب.

 

   لا يرتبط لقب المستشار بشهادة عليا أو كبر سن أو وظيفة مرموقة فإن جميع المعايير سالفة الذكر لا ترتبط بمؤهلات علمية أو مالية ولكنها هبة ونعمة من الله عز وجل يهبها لمن يشاء من عباده كما قال الله تعالى (يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) البقرة : 269.

 

   الاستشارة هي التبيين والمشورة والنصيحة وهي شرح منظم تحوي مجموعه من الإرشادات والتوجيه في مختلف نواحي الحياة وهي تنوير وتوضيح بعض الأمور لأداء المشورة الجوهرية ولابد على المستشار أن يقوم بجمع الحقائق والتخطيط ثم التنظيم وأن تكون لديه مهارات الاتصال أي القدرة على التعامل مع مختلف أفراد المجتمع على اختلاف سلوكياتهم وتوجهاتهم وأن يقدم النصيحة بخيارات متعددة ويترك القرار النهائي لصاحب القرار.

 

   وأن يكون المستشار مراعياً الله عز وجل فيما يقول أو يكتب ويتعايش مع ما يتم استشارته به حتى يستشعر ويتلمس واقع استشارته ويراها من منظور الحيادية والمصلحة العامة وليس وفق ما يوافق هواه لذلك من أكبر الأخطاء هو أن يتم وضع مستشار يؤخذ برأيه يكون منتمي لحزب أو فئة أو يعاني من نقص وحرمان أو متحيز أو متعنصر فإن استشاراته سيشوبها الكثير من الأخطاء التي ستنعكس على الناس بقرارات يشوبها التخبط وعدم الحيادية مما يفقد المصداقية والثقة لصاحب القرار وبعد ذلك سينتج تفشى الفساد والإحباط والقلق وعدم المساواة بين الناس وبهذه الحالة تفقد الدولة هيبتها ومصداقيتها وقوة قراراتها وتصبح مهزوزة القرار متخبطة الخطى وينتج عن ذلك تغلغل الفاسدين وشيوع الفوضى مما يحطم نهضتها ومستقبل أبنائها ويجعل الدولة في أخر الركب مما ينتج عنه بأن تكون لقمة سهلة للأطماع الخارجية.

 

   فكم من دولة انهارت بسبب سوء البطانة والمستشارين الذين يقومون بإيصال المعلومات المغلوطة عن الرعية ويشورون وفق ما يتناسب مع أهوائهم ومصالحهم وتأتي بنتائج كارثية على الدول والحكام والشعوب والتاريخ خير شاهد على ذلك.

 

   إن اختيار المستشار يجب أن يكون وفق معايير معينة ولا يتم وضع شخص بهذا المنصب وفق معيار الصداقة والمجاملة لخطورة هذا المنصب لأن نهضة الدولة ورفعتها تقاس بقوة مستشاريها وحياديتهم ورؤيتهم المستقبلية لذلك إذا أردت أن تعرف نهضة ونمو الدول أسأل عن المستشار؟

 

    وفي الختام أدعو الله عز وجل أن يلهمنا الرشد ويرزق جميع أصحاب القرار بالبطانة والمستشارين الصالحين الذين يعينونهم على حمل الأمانة التي سيسألون عنها يوم القيامة.

 

**

 

م. ناصر العليمي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @Nasser_alalimi

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى