قلم الإرادة

دستورنا … باد بخت !!

   حتماً سيتحول حلم الوطن من مركز مالي إلى مركز يا ويل حالي !! ما دامت قافلة أوضاعنا تسير والأسباب ترزح تحت ضغط المصالح.

 

حل مشاكلنا ليس مستحيلاً ولا يحتاج إلى معاجز الأجوبة بل المستحيل هنا هو تيقن بعضنا بامتلاكه مفتاح الحل بينما هو يواجه الأسئلة بإذن من طين وإذن من عجين ! وهذا هو العجز الآمالي الحقيقي الذي تواجهه أسئلة مشاكلنا, وهو عجز لا تغطيه بالتأكيد فوائض الأحداث الباحثة عن جوابها المفقود.

 

لا شك أن الاعتراف سيد الأدلة وكذلك عدم الاعتراف بها هو سيد ولكنه سيد من نوع آخر ! إنه سيد موقفنا فنحن ندور وندور حول دستور كهل حملناه فوق طاقته التشريعية  وتغافلنا عن أن المؤسسين الواضعين له قد أقروا مراجعته كل خمس سنوات لتعديله لمزيد من الحريات ولمزيد من الحلول التى لابد أن تطور مع تطور مشاكل أي مجتمع لتكيف نفسها وفقاً لقانون البقاء الذى يصح مع البشر ومع تشريعاتهم أيضاً.

 

لو كنا انتبهنا لهذه النقطة المهمة التى حرص عليها المؤسسون لما تحولنا دستورنا إلى جماد تشريعي يتعامل مع مجتمع للتو خرج من حياة ما قبل النفط تماما كتعامله مع مجتمع الألفية الثالثة الذى يعيش زمن العولمة بكل تفاصيل عوالمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية, ولو كنا نفهم جدوى تطوير الدستور لما ثبت لدينا معدل التمثيل فى مجلس الأمة على خمسين عضواً كانوا وقتها يطرحون أفكارهم على 220 ألف مواطن تحولوا إلى أكثر من مليون مواطن بينما معدل التمثيل لم يتحول ولم يتبدل  !! ولو كنا راعينا التعديل نحو مزيد من الحريات لما كانت المسيرات وحرية الرؤى تمثل تازيماً يخدش حياء إحداثتنا الحالية !! ولو كنا تعاملنا مع الدستور وفق قاعدة الأخذ من روح مواده والعطاء من التشريعات التي تسد الخلل في جسد نصوصه لما كانت (لو) هذه فتحت عمل الشيطان في وحدتنا الوطنية وبنائنا المجتمعي.

 

دستورنا جامد أوي كما يقول إخواننا المصرين وفضله علينا طوال السنوات الماضية لا ينكر ولكنه أيضاً تحول على أيدينا إلى جماد تشريعي وصار لسان حاله يقول أنا يا شعبي ما قصرت مير بخت الديموقراطية فيني قصر !!

 

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_hegri

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى