محليات

6 مناطق تستحوذ على أغلبية قسائم السكن في الكويت

في ظل ما يثار حول الأزمة الإسكانية وما تشهده الساحة من مقترحات متعددة، منها الاتجاه إلى البناء العمودي أو بناء مدن سكنية حدودية واعتراض البعض على هذا التوجه لا بد من اطلاع المعترض على حقيقة قد تكون غائبة لديه، وهي شح الأراضي المتاحة للسكن الخاص، وهذا ما أشارت إليه دراسة اتحاد العقاريين من قبل، التي أجراها على نحو 66 منطقة سكنية. في قراءة لهذه الدراسة، حيث يتضح من خلالها أن %69 من القسائم السكنية يتركز في 6 مناطق فقط، وهي: الصديق، الفنيطيس، أبو فطيرة، المسيلة، الزهراء والسلام.

وتبلغ المساحة الإجمالية للقسائم الخالية في تلك المناطق بحدود 4.25 ملايين متر مربع، ويؤكد خبراء العقار أن تلك المناطق تسيطر عليها المضاربات من جهة وبعض الاحتكار من جهة أخرى، ويبقى التداول للراغبين في السكن على نسبة محدودة للغاية.

وقد أكدت الدراسة أن عدد القسائم السكنية الخالية المتاحة في 66 منطقة لا يتعدى 14 ألف قسيمة، وان نسبة القسائم الخالية لإجمالي قسائم السكن الخاص في تلك المناطق لا يتعدى %11.8، فيما يبلغ إجمالي مساحة القسائم المخصصة سكن خاص، سواء المطورة أو الخالية نحو 60.5 مليون متر مربع منها 6.9 ملايين متر مربع أراض خالية.

لقراءة تلك الدراسة نجد أن القسائم الخالية تتركز بنسبة %17 من إجمالي الأراضي الخالية في منطقة الصديق، وهي منطقة مملوكة لعدد محدود من التجار، وتحتوي على بلوكات كاملة فضاء، ولم تطرح القسائم الخالية في تلك المنطقة منذ عشرات الأعوام للتداول، حيث يرى خبراء السوق أن الملاك في تلك الضاحية يرفضون طرحها في السوق، على الرغم من قانون الضريبة على القسائم السكنية، الذي أُقر قبل 5 سنوات، فإن تلك المنطقة لم تشهد إلا مستوى متدنيا للغاية من التداول، حيث يبلغ عدد القسائم الخالية بها 2374 قسيمة بمتوسط 472 متراً مربعاً، حيث إن تلك المنطقة التي تبلغ مساحتها 1.25 مليون متر مربع لا توجد بها أراض مطورة إلا بنسبة %10.6 فقط، فيما تبلغ المساحات الخالية فيها %89.4.

هناك منطقة أخرى تتركز بها أيضا قسائم خالية، ولكن أغلبها تطرح للتداول وهي الفنيطيس بنسبة مماثلة للصديق، وتمثل %17 من إجمالي القسائم الخالية بعدد 2337 قسيمة خالية، حيث تبلغ نسبة القسائم الخالية في المنطقة %99.2، ويقتصر المطور فيها على ما نسبته %0.8 فقط، وذلك مع العلم بأن مساحة المنطقة تبلغ 985.9 ألف متر مربع، فيما يبلغ متوسط مساحة القسيمة بها بحدود 418 مترا مربعا، وهي منطقة يتقاسم التجار ملكيتها مع المضاربين، فنجدها تحتوي أيضا على بلوكات كاملة مملوكة لكبار اللاعبين في السوق العقاري، في حين تشهد القسائم التي تخلّى عنها التجار من قبل حركة تداول ملحوظة ومؤثرة، وخلال الفترة الأخيرة بدأ كبار التجار التخلي عن أعداد كبيرة من القسائم في تلك المنطقة من خلال طروحات بعضها غير مباشر وأخرى بمزادات علنية، وذلك لتفادي دفع الضريبة التي انتهت مهلتها.

تأتي منطقة أبو فطيرة كثالث مركز في المناطق التي تضم مساحات خالية بنسبة %15 من إجمالي القسائم الخالية، وبعدد 2.056 ألف قسيمة، وذلك من إجمالي 3106 قسائم في المنطقة، بمساحة إجمالية 1.3 مليون متر مربع، حيث تبلغ نسبة القسائم غير المطورة في القسيمة بحدود %66.2، بمتوسط حجم قطعة الأرض 432 مترا مربعا، في حين تشهد منطقة أبو فطيرة تداولا شرسا من قبل المضاربين على العقار السكني، كونها المنطقة الوحيدة التي تعتبر متاحة للتداول بشكل أكبر، وكذلك لكونها تعد من المناطق الأقرب إلى الدائري السادس والمناطق الداخلية، ويشهد سعر المتر في المنطقة ارتفاعا يوميا كما يؤكد خبراء السوق، لدرجة أن سعر القسيمة يرتفع في الأسبوع الواحد احياناً بحدود 10 الاف دينار وهو ما يصفه البعض في السوق بجنون الأسعار، حيث يتراوح سعر المتر بها ما بين 600 و700 دينار.

وتأتي منطقة المسيلة كرابع منطقة سكنية تضم %11 من حجم القسائم الخالية المتاحة بعدد 1.5 ألف قسيمة، حيث تبلغ النسبة المطورة بها %16.2 فقط فيما تبلغ نسبة الخالي في المنطقة التي تبلغ مساحتها الإجمالية 787 ألف متر مربع 83.2 في المائة، ويبلغ متوسط حجم القسيمة السكنية في المسيلة بحدود 432 مترا مربعا، وتعتبر المسيلة ثالوث مناطق شرق القرين التي تشهد تداولا كبيرا متواصلا منذ قرابة سبع سنوات أي قبل الأزمة بعامين، حيث تعتبر أعلاهم سعرا، ويبلغ سعر المتر بها حاليا بحدود تصل الى 800 دينار.

وتبقى منطقتان تشهدا نسبتي %4 و%5 وهما السلام والزهراء، ويوجد بالأولى عدد 596 قسيمة خالية من إجمالي 2.8 ألف قسيمة وبنسبة %21، والثانية تحتوي على عدد 769 قسيمة خالية من إجمالي 3 الاف قسيمة وبنسبة %25 وبذلك تكون المناطق التي تشهد نسبا مؤثرة في حجم القسائم الخالية قد انتهت، وتمثل في مجموعها نسبة %69 من إجمالي المساحات الخالية المتاحة، أما النسبة الباقية والبالغة %31 من القسائم الخالية فتتركز في مناطق داخلية وأخرى خارجة عن الدائري السادس ولكنها لا تعتبر مؤثرة في منطقة دون غيرها.

وعلى نقيض ذلك فنجد مناطق داخلية تعاني محدودية القسائم وهو يعد سببا رئيسيا في ارتفاع أسعارها وبلوغها مستويات خيالية لم تكن لتصل إليها إلا مع شح المعروض في ظل ارتفاع حجم الطلب عليها ومنها المنصورية التي لا يتواجد بها سوى 4 قسائم خالية وكذلك الشويخ السكني والشامية التي تضم كلا منهما 7 قسائم خالية فقط، ونرى 12 قسيمة فقط في كل من الدعية والنزهة، و13 قسيمة في كل من الدسمة والفيحاء و14 قسيمة في الخالدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى