قلم الإرادة

هبوب إلى المجهول

   أنا أريد .. أنت تريد .. هي تريد .. نرسم أحلام ونبنيها خطوة بخطوة وننتظر ذلك اليوم الذي نجني ثمارها ونعيشها، كأننا نعيش المستقبل اليوم، متلهفين بفارغ الصبر أن يأتي ذلك اليوم الذي نعتنق به سحاب الإنجاز وتحقيق مبتغانا، نحدد خطواتنا لتكون متناسقة متكاملة متكاتفة للوصول له فنعيشه ليكون هو لذة الواقع فما كان بالأمس رؤيا وخيال صعب الوصول هو اليوم خطوة الألف.

 

نتعثر ونواجه عوائق وعقبات كثيرة، رغبات ورفض العائلة .. دراسة .. نسبة قبول جامعية .. فرص وظيفية .. تحول دون تحقيق هذا الحلم، نتمسك به حد الجنون بإصرار وإرادة ومثابرة ولكن لا تجري الرياح دائماً كما تشتهي السفن فتهب بعيداً لتعوق مسيرها لترسو في موطن آخر قد يكون بالاتجاه المعاكس وقد يكون مقارب فلا أحد يعلم أهواء الهبوب، نخلق حلم جديد فالحياة تستمر بأمل وعمل وتجديد عزم وخطة جديدة يتحقق بها هدف آخر ويتولد منها بريق جديد وحب جديد للحياة وتكوين عائلة بعد احتضان الشهادة والوظيفة .. وهنا تبدأ الحكاية  !! حكاية تحقيق ما قد دُفن لإحيائه في الأبناء وغرس ذاك الذي أبى أن يكون ليكون بهم بأي طريقة كانت وأحياناً بالإجبار والإكراه ليصبحوا كبش الفداء، وهذا الغرس طبعاً يكون بالتذكير المستمر طوال سنوات الدراسة واستخدام أساليب الترهيب والتهويل من العجز عن جعله حقيقة، وكلما زاد عدد الأبناء كلما هانت المصيبة وكلما قل زاد معه خفقان القلب والرعب والتهديد لانحصار الهدف فأي هجمة خارج المرمى سيُدفع ثمنها غالياً، وفي نفس الوقت كل مشاعر الرهبة والقلق تتحد بمشاعر الخوف من الخذلان ففكرة الوالدين وهم يحملون تصوّر مسبق لطموح يرونه فينا ومتلهفين لرؤيته تزرع شعور ارتباطه ببر الوالدين وتمني إسعادهما في ظل عدم الرغبة به أحياناً ليكونوا الأبناء ضحية الصراع بين “ما يرودون هم وأماني الوالدين”.

 

**

 

وشوشة: حقق حلمك بعمل، هواية، وظيفة لتشبع وتروي ظمأ اندفاعك نحوه وتستمتع به وحرر أبناءك من استعمارك النفسي والفكري والمستقبلي الوظيفي لهم.

 

حصة بدر العبيدان ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية  

 

Twitter: @9oooo9a

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى