من يقف وراء إيران؟ أميركا أم الإخوان؟
بعد التقارب الأميركي الإيراني في الأسابيع الأخيرة والصيحات الشرق أوسطية المتناثرة كزخات المطر بعنوان: “المد الصفوي والغزو الوهابي” آن لي أن أفرد قلمي دون تردد وقبل أن يُصاب بالهستيريا واحتراماً لحقوقه في التعبير كحق المتخندقين في هذا الشرق الأدنى الذي لا يتجاوز بأكمله مساحة إحدى الولايات المتحدة الأميركية!
بعد تراشق التصاريح الغرامية بين إيران والولايات المتحدة وهو حق مشروع لأي كيان “ولولت” بعض الأنظمة في الشرق الأوسط بتحريم ذلك على الحليفة وإلا بقطع العلاقات متناسية هذه الأنظمة بأن الديمقراطية الأميركية تُحتّم التصالح والتسامح مع الجميع متى ما تحققت المصالح الأميركية في العالم، وأن الولايات المتحدة الأميركية حالها حال أي دولة تبحث عن مصالحها لا مصالح الأفراد الذين يعنونون أيامهم بـ: “تحيا السلطة ويفنى الشعب”!
إن المطلع على الأحداث السياسية في الفترة الممتدة منذ اندلاع رصاصة الربيع العربي الأولى بصفعة “البوعزيزي” حتى اللحظة يجد بأن الدول التي تهول من المسألة الإيرانية في الشرق الأوسط هي الحليف الأول للجمهورية الإيرانية! فلا أميركا ولا الإخوان، وخصوصاً بعد الأسابيع الأخيرة يتضح بأن كل ما يحدث ليس إلا تبادل في الأدوار حتى تصفق الشعوب على البطولات المفتعلة! وتبقى الأنظمة سيدة قراراتها والحامية الأولى للدين الذي صار دَيْناً في رقاب المسلمين!
إن فائدة تبادل الكراسي على الألحان الموسيقية الأميركية أمران؛ أولهما حتى يصفق أتباع المدرسة الوهابية للصفعات التي تلقتها أميركا مما يعزز قوة الأنظمة وحتى يقال: “أن فلان إذا غضب غضب معه العالم” ولا ضير في ذلك فـ “فلان” هو العالم في كيانه ولا عالم غيره، فالبقية ليسوا إلا رعاع! والأمر الآخر أن يصفق أحفاد “رستم” لهذا الإنجاز بالتقارب والتطور بالعلاقات هاتفين: “هكذا هي الدبلوماسية” رافعين شعارات “ديمقراطية” بقلب “دكتاتوري” ليستمر هذا الكيان الدكتاتوري بديمقراطيته العنصرية ويستمر الطرف الآخر بحنكته السياسية التي تغضب العالم بأسره!
**
نبرات:
ـ بعض السياسيين أتاحت لهم الفرص بأن يسجلهم التاريخ في عناوينه؛ هم في الحقيقة لا شيء سوى أموال تتحرك!
ـ الحليف الشرعي لإيران؛ لا أميركا ولا الإخوان؛ بل أقاربهم في الخلجان!
ـ تحيا الشرعية الدكتاتورية في إحياء الطائفية، لتداس الشعوب وتبقى الأوطان؛ عفواً “السلطان”!
ـ كل عام وأنا بخير في يوم ميلادي الـ 23 والذي يصادف ميلاد “إليسا ونوال السعداوي”!
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah