عالم أخرس
ما الذي تفعلونه في عالم الكلمات أو بالأحرى ما الذي ستحققونه من وراء هذه الكلمات وكل الكتابة والمقالات في عالمٍ أصم؟! لطالما وجهت هذه التساؤلات لكل من يكتب كلمات حُرة في مجتمعي؛ لكل من يكتب وينشد من وراء كتابته وعيٌ أكثر لأفراد مجتمعه، ويسعى لحياة كريمة يعلو فيها صوت العلم على الجهل، المجتمع لا يحترم قيمة الكلمة، على الرغم من أن يكتبه أولئك لا يذهب بعيداً عن حقوق إنسانية وليست مطالب لعالم أفلاطوني كما يتصورن، إلا أنه ما زال يوجه لهم اللوم بأن كل ما يكتبونه هُراء لا طائل من ورائه، فما زال الظلم مستمر والانتهاكات بتزايد.
كل ما سبق صحيح ولا نستطيع إنكاره، الكثير من الكلمات تقف عاجزة أمام البشاعة التي يمُارسها الإنسان بحق أخيه الإنسان، وعلى مر التاريخ كان هتلر أقوى من كلمات كافكا وموسوليني أقوى من مورافيا لأن منطق العصا أقوى من منطق العقل، إلا إنها ليست حجة تقنعني لأن أمحو كلمة حُرة، الكلمات خُلقت لتحرر لا لتقيد، ويكفي أن كل شخص يؤمن بكلمته وتظهر على أفعاله وإن رفض العالم أن يأخذ بها، أن نكون في عالم أصم لا يعني أن نصنع منه أيضاً عالماً أخرس.
**
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @i_hanoona