استراحة مراقب
في مقالتي هذه سأتوقف عدة وقفات استنشق خلالها عبق وطني، وأشارك أحبتي شجوني:
أولاً: شكراً إلى والدي وصاحب السمو أميري الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي فتح قلبه قبل ديوانه لأبناء الكويت الحريصين على اختلاف مشاربهم على بث شجونهم بين يديه، أن صرح بها مدوية (أقبل بحكم القضاء) وما كان مضطراً أن يصرح بها إلا أنه فعلها للمرة الثانية، بينما أخفق الرئيس المصري الذي طعن السلطة القضائية في مقتل، بينما صاحب سمونا زاد هذه السلطة سمواً واستقلالاً، فلله درنا بك قائداً.
ثانياً: التصويت حق من حقوق الناخبين إن شاءوا منحوه وإن شاءوا حجبوه دون مسئولية قانونية. وبالتالي على الناخب المشارك أن يشارك بكل فخر رافعاً رأسه ولا يسمح للمقاطع أن يدفعه للمقاطعة، وعلى الناخب المقاطع أن يقاطع وبكل فخر رافعاً رأسه ولا يسمح للمشارك أن يدفعه للمشاركة، فلا يوجد أدنى شك أن لكلاهما أسبابه النبيلة التي يعتقد أنها تصب في صالح الكويت.
ثالثاً: من الغريب مشاركة وزارة الإعلام من خلال حملتها الإعلامية تحت شعار شارك وأخذها جانب أحد الفريقين ضد الآخر، وهو ما يدل على أن الحكومة مختنقة وتشعر بضيق المقاطعة. إلا أنه كان حرياً بها الوقوف موقف المحايد أو التعريف بحقوق الانتخاب عموماً دون الحث على المشاركة أو المقاطعة.
رابعاً: أثناء قيادتي لسيارتي في منطقة الروضة تعرض إطارها للثقب، وفاجأني ثلاثة شباب كل واحد بسيارته يتسابقون في تقديم يد العون لي، وما غادروني إلا والإطار الإحتياطي قد تم إبداله، وأصروا على أن يقوموا بغسل يدي قبل المغادرة. لا أعرفهم ولا يعرفونني، لكنني فخور بأن دولة الكويت تحتضن هكذا شباباً، فلله درك يا كويت.
خامساً: إن للشعب السوري كما لغيره ديناً في رقابناً على حسن الضيافة أثناء الإحتلال العراقي لدولة الكويت لا أعاده الله، واليوم تضع حكومتنا الرشيدة الوافدين السوريين ضمن قائمة الجنسيات الممنوعة من دخول البلاد، فما هكذا اعتاد العرب ولا المسلمين على رد الجميل.
عاشت لنا الكويت وعاشوا أهلها.
د. عيسى حميد العنزي ـ رئيس قسم القانون الدولي في جامعة الكويت ومحامي أمام محاكم التمييز والدستورية
Twitter: @DrEisaAlEnezy