الدوامة..
الكثير من آباء وأمهات اليوم عندما كانوا صغار في العمر كانوا يكرهون سطوة أهاليهم عليهم، كانوا لا يطيقون الأوامر والنواهي دون أن يُقدم لهم تفسير لذلك، إلا أنهم يتبعون اليوم أسلوب أهاليهم في التعامل مع أبنائهم، مُتناسيين أنهم كانوا يعانون من ذلك عندما كانوا في سنهم، لطالما خنقتهم القيود واليوم يكبلون أبنائهم بها، الطبيعي أن يعطون أبنائهم المساحة التي حرموا منها، لماذا نُعيد الأخطاء نفسها ونقبع في وسط هذه الدوامة! لهذا السبب نحن مجتمعات تطورها بطئ ويكاد شبه معدوم؛ لأننا نخجل ونمتنع عن التغيير والتحسين في أساليب تعاملنا مع الأبناء وتطوير تربيتهم، أعلم بأن الحرية للأولاد قد تكون صعبة ومجازفة خطرة، إلا أن ذلك يستحق التجربة بالفعل إذا كان المُقابل الحصول على إنسان حُر وحريته عاقلة، فالحرية إذا أعطيت لجاهل وبعد فوات الأوان تكاد تكون كالسلاح في يد المجنون ضارة ولا نفع لها، ولكن الفرد الذي يجد الحرية ويتعلم تحمل المسؤولية تجاهها من بيئته الأولى “كنف أسرته” لا بد من أن يكون فرد واعي مستقبلاً وبذلك نحن ننتج ثمار جيل متحضر وواعي، أتمنى أن لا يعيد آباء وأمهات اليوم أخطاء أهاليهم في الماضي، فنحن بالفعل نحلم بجيل مثمر.
**
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @i_hanoona