“الفوضويون”.. تاريخ من العمل ضد السلطات
أثارت “الغارة” التي نفذتها قوات الأمن اليونانية، الجمعة، على مبنى مركزي تابع لجامعة أثينا بالعاصمة اليونانية، احتله محتجون فوضويون طيلة 19 يوما أسئلة بشأن “الحركة الفوضوية”.
ويشير مطلح الفوضوية، الذي دخل إلى أغلب المعاجم السياسية مع الثورة الفرنسية عام 1789، إلى مدرسة فكرية تعارض وجود “الدولة” في حد ذاتها، وتسعى لخلق مجتمع لا تحكمه السلطة، وإنما تحكم العلاقة بين أفراده التعاقد الذي وصلوا إليه بإرادتهم الحرة.
وشاع استخدام هذا المصطلح عقب الثورة الروسية والخلاف الحاد بين البلاشفة الذين وصلوا إلى السلطة وبين الفوضويين الذين لجأوا إلى العمل السري خوفا من قمع السلطة.
وعلى امتداد العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين خاض الفوضويون مقاومة عنيفة ضد الأنظمة الفاشية في أوروبا، وكانوا جزءا من حركات المقاومة الشعبية ضد كل من النازية والفاشية خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
وعلى امتداد الستينيات والسبعينيات امتدت الحركة الفوضوية إلى أماكن أخرى من العالم مثل الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية، وارتبطت بأشكال من التعبير مثل موسيقى الـ”بانك روك” على سبيل المثال.
إلا أن انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات ومعه أغلب دول الكتلة الشرقية أحدث نوعا من التراجع في الاهتمام الشعبي بالفوضوية.
غير أن أشكال جديدة من الحركة نشأت في القرن الحادي والعشرين كرد فعل على سياسات العولمة، وبرز الفوضويون في التظاهرات المناهضة لسياسات البنك الدولي أو منظمة التجارة العالمية وغيرها.
ويرى متابعون أن ظهور الحركة الفوضوية في بلد مثل اليونان أمر طبيعي في ظل سياسات التقشف، وهي السياسة التي انتهجتها الحكومات اليونانية المتعاقبة كتنفيذ لشروط دول الاتحاد الأوروبي التي تدين لها اليونان.
ولم يحل وصول حكومة اشتراكية للحكم في اليونان دون ظهور معارضة فوضوية، حيث يرى الفوضويون أن هذه الحكومة لم تف بتعهداتها للناخب اليوناني، وأنها كسابقاتها تقدم تنازلات للدول الأوروبية على حساب المواطن العادي.