قلم الإرادة

إلى سمو رئيس الوزراء: عكس التيار.. إلى متى؟!

   هناك تجارب عبر كتب التاريخ الحديث كيف للدول المتقدمة أن وصلت إلى ما هي عليه من ثقافة ورُقي بكل النواحي الإقتصادية والاجتماعية وخاصة الإنسانية, نأخذ على سبيل المثال الحرب العالمية بين دول قارة أوروبا والتي راح ضحيتها ما يقارب 50 مليون قتيل, وبعدها نزلت عليهم صحوة الإنسانية وجلسوا على طاولة الحوار التي دائماً ما تكون الصمام الآمن للشعوب.

 

   ولا ننسى من التجربة العربية الفريدة من نوعها للرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في غرس ثقافة المواطن التونسي وكلنا يعلم أن الشعب التونسي هو أكثر الشعوب العربية ثقافة؛ إذن لماذا لا نتعلم من دروس غيرنا التي قُدمت لنا على طبق من ذهب لنوفر الجهد و الوقت للوصول إلى خلق بنية متينة للمواطن الكويتي, أكرر “المواطن الكويتي” لا بدوي, لا حضري, لا شيعي, لا سني, لا مسلم, لا مسيحي, “المواطن الكويتي فقط” ولاءه الكامل للكويت.

 

   أتساءل: ماذا ينقصنا ككويتيين عن الدول المتقدمة؟!! الحمدلله كنا متقدمين لفترة قريبة (السيتينات و السبعينات) وذلك لوعي وثقافة ذاك الجيل مع العلم أن الكويت ما زالت من الدول المتقدمة اقتصادياً, هل هذا الإنحدار والتراجع المحزن بسبب سوء وضع خطة مستقبلية للشباب الكويتي؟! هل كان التركيز على تطوير مناهج الدراسة وتقصير في تطوير مناهج التثقيف الذي هو لا يقل أهمية عن المناهج الدراسية؟!!

 

   الصحوة تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي…

 

   في الفترة الأخيرة أنا فخورة في ظاهرة التعليم الإجباري والتنافس والغيرة بين الشباب والشابات لتكملة الدراسة لمراحل الجامعة وأعلى, أنا لا أقلل من هذه الإيجابية لكن لن تكتمل إنسانية المواطن المتكامل حين نشاهد مواطن حاصل على أعلى الشهادات ولا يملك أي نوع من الثقافة لإعمار وطن, فقد يكون متعصب طائفياً أو قبلياً أو دينياً, فالتعصب والإنسانية بينهما علاقة عكسية, بنظري يجب إعادة تأهيله وصقله إنسانياً لطرد جميع الشوائب والسلبيات الحائمة في عقله من تربية وعادات وتقاليد والتي غالباً ما تؤدي إلى شق المجتمع وإلى الجرائم التي نقرؤها ونشاهدها شبه يومي, كلنا شعرنا بخيبة أمل وحزن إثر الجريمة التي حدثت في سلوى وكانت ضحيتها أم وتيتم أطفال بغض النظرعن السبب, ولكن قلة الوعي والثقافة لدى الطرفين أدت إلى تلاشي الإنسانية وسواد قلوب لدى الطرفين والفاتورة باهظة الثمن دفعها الأطفال.

 

   أوجه نداء إلى رأس الهرم الحكومي سمو رئيس مجلس الوزراء و كل مسؤول في الدولة, هناك تجارب تجارب ودراسات حديثة تُصلح من العقلية البشرية وما تُفسده التربية والتنشئة, الكويت والحمدلله قادرة على بناء مراكز متخصصة لصقل كثير من المواطنين و تدريبهم و تثقيفهم بكل النواحي الاجتماعية والإنسانية لكي تحصل على مواطن كويتي كما ذكرت سابقاً.

 

   سمو الرئيس تستطيع جلب أو التعاون مع كثير من المراكز المتقدمة في دول الإنسانية الخارجية وفتح مراكز داخل الكويت و يا حبذا أن تكون إلزامية, أن يشارك بها جميع موظفي الدولة على فترات لأخذ هذه الدورات لعل وعسى أن تقوّم الدولة مواطنيها ولو بنسبة 40%, لست متشائمة أن هذا الجيل فات الأوان عليه, لكني متفائلة أن نصقل الشباب والأطفال من الجيل القادم وبناء شعوب متقدمة ومثقفة ثقافة “بورقيبة”, وللمتشائم الذي دائماً يقول: “مالي خلق, من صجكم؟ يا معوّد” أرجو أن تلتزم الصمت أفضل لنا وللكويت… نحتاج جيل يحترم الكويت من أجل الكويت, حفظ الله الكويت والكويتيين من كل تخلف ومكروه.

 

**

 

أنوار المتروك ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @milkybar_am

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى