سر حياتي
في هذه اللحظات يراودني إحساس غريب شعور بالاشتياق إليها وهي قربي، وجودها طمأنينة لقلبي، هي بلسم لكل ما يتعبني ويؤرقني، بدونها الحياة مرهقة .. لا أريد حتى تخيل الحياة بدونها ! أمي أسطورة من أساطير هذا الكون، لا أريد أن أكتب للأم بالمطلق في هذه السطور ولكن أريد مشاركتكم هوية “أمي أنا” فلقد عرفت معنى التحدي والنهوض رغم الألم معها، القوة والشجاعة، العزيمة والإصرار والثقة، التوكل على الله والثبات عند المحن، هي بطلة ! فأنا لولاها لم ولن أكون، فلقد صدّقت حافظ إبراهيم عندما قال: “الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ”.
فمنذ وقت ليس ببعيد، من خمس أو ست سنوات بدأت تعتريني تلك الأحاسيس الغريبة جداً كنت أغفلها ولا أعلم ما الذي أيقظها لدي، كتلك المشاعر التي دائماً أسمع بها “لما تصيرين أم بتعرفين قيمة أمج” ولكن سابقة لأوانها كثيراً، فبت لا أحب أن أفارقها ولا أطيق ألمها ولا حتى حزنها ولا أريد مضايقتها فرؤيتها متألمة أو حزينة تبعث في نفسي الضيق وكأن رئتاي توقفتا عن العمل وسادت الظلمة هذا الكون أشعر بالاختناق وتتسارع دموع عيني بالسقوط ومن يتسبب في ألمها سيكون ذاك العدو الأبدي لي فلا شيء قادر على منحه الغفران مني أو الصفح أبداً، ابتسامتها لا تقدر بثمن، في كل خطوة ومرحلة من حياتي بصمة لها دعم وإرشاد وفي كل عقبة أراها طوق النجاة مؤمنة بي تقف إلى جانبي حتى وإن تخلى عني الجميع، هي من تعطي لهذه الدنيا معنى، سعادتها وقربها يريحاني وددت لو اضع اسمها مع اسمي في بطاقة الهوية “البطاقة المدنية” ليعلم كل العالم من هي أمي من هي أعظم امرأة في حياتي وسر حياتي وحب حياتي.
من المواقف الطريفة التي كانت في طفولتي أنه عندما كانت النساء تسألني “انتي من بنته ؟” فقد كنت أجيب بكل براءة وثقة “أنا بنت أمي” ..
فيارب اجعلني قادرة على إسعادها وأن أكون راحة لا عبء عليها ربي قل لامنياتها كوني، أتمم عليها الصحة والعافية وأطل بعمرها فلا حياة لي بدونها فلا تحرمني إياها، ربي هوّن عليها مصاعب الدنيا واجعل لها في كل خطوة خير، ربي اجعل لها منزلاً في الفردوس الأعلى من الأنبياء والصالحين واغفرلها وارحمها كما ربتني وتعبت من أجلي واعف عنها ..
يمه رضاج والجنة.
حصة بدر العبيدان ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @9oooo9a