الراشد: مركز أبحاث المياه يعمل على توفير الأسس العلمية والتقنية لتأمين احتياطي إستراتيجي من المياه
أكد المدير التنفيذي لمركز أبحاث المياه في معهد الأبحاث د.محمد الراشد أهمية ورشة العمل المشتركة بين معهد الكويت للأبحاث العلمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول «تقنيات النظائر في هيدرولوجية المياه الجوفية» التي نظمها المعهد امس، قائلا انها تأتي ضمن اطر التعاون بين مركز أبحاث المياه بمعهد الأبحاث العلمية وبين المنظمة العالمية للطاقة وتمت دعوة ممثلين من جميع الوزارات والجهات المعنية بالمياه الجوفية، كما ان هناك مشاركين في الورشة من العاملين في وزارة الكهرباء والماء وهذه الورشة تعزز استخدام النظائر المشعة وغير المشعة لاستكشاف المياه الجوفية من حيث الكمية والأنواع والحركة وأصولها ومن أين أتت سواء من داخل الكويت أو خارجها ما يساعد في تقييم مكامن المياه الجوفية والتغييرات التي تطرأ عليها مع الوقت ومدى تأثر المياه الجوفية أثناء الحركة، لافتا إلى أنها في الأصل تكون عذبة وأثناء تحركها في باطن الأرض تكتسب بعض الملوحة فتزداد ملوحتها. وأشار إلى أن التقنيات الحديثة في الكشف عن المياه الجوفية وفرت أموال كثيرة كانت تصرف على حفر الآبار بالطرق التقليدية القديمة، لافتا الى ان الطرق الحديثة تعطي معلومات دقيقة.
وأشار إلى أن الورشة تتناول 3 محاضرات، اثنتان من وكالة الطاقة الذرية وواحدة من الباحث الكويتي محمد السنافي الذي قام بعمل مشاريع عدة حول استخدام النظائر المشعة في مجال المياه الجوفية.
وحول اكتشاف نهر من المياه الجوفية في الكويت قال ان هذا بالتعاون مع وكالة ناسا، حيث تم استخدام تقنية الرادار بترددات معينة لاكتشاف المياه الجوفية دون تكبد حفر الآبار، مشيرا إلى أنه تم تحديد عمق المياه الجوفية وكمياتها اعتمادا على التقارير والمعلومات التي حصلت عليها الكويت من الرادار وقد اتضحت صحة معلومات الرادار ودقتها.
وأوضح ان الخطوة الثانية من الاتفاقية مع ناسا هي استكشاف المياه الجوفية في دول مجلس التعاون وستكون البداية في السعودية والإمارات. وفي كلمته في افتتاح الورشة، قال د.محمد الراشد ان مركز أبحاث المياه يلعب دورا هاما في توفير الدعم العلمي والتقني للقطاعات المختصة بتنمية موارد المياه، الى جانب توفير الأسس العلمية والتقنية اللازمة لتأمين احتياطي استراتيجي من المياه ذات نوعية جيدة، وتعزيز إدارة موارد المياه وخطط الترشيد. واشار الراشد الى ان علم هيدرولوجيا النظائر عبارة عن حقل من حقول الهيدرولوجيا والمعروف بعلم المياه حيث يستخدم التأريخ النظائري لتقدير عمر وأصل الماء والحركة داخل الدورة المائية. وتستخدم هذه التقنيات في سياسة استخدام الماء، وتخطيط طبقات المياه الجوفية، والحفاظ على موارد المياه، والتحكم في التلوث. ولفت إلى ان تقنيات النظائر من شأنها أن تساعد في تحديد الفجوات الموجودة في البيانات الهيدرولوجية وتحسين وبناء القدرات الوطنية في مجال جمع وإدارة وتفسير البيانات المتعلقة بالموارد المائية مع استخدام التقنيات المتقدمة لمحاكاة النظم الهيدرولوجية للموارد المائية وطرق إدارتها. كما تعتبر تقنية هيدرولوجيا النظائر من أفضل وأدق الأدوات المستخدمة في مجال تقييم الموارد المائية والتعرف على مصادر ونوعية وأصل المياه وكذلك الظروف المناخية التي تمت بها تغذية المكامن الجوفية. وبين الراشد ان دراسات تقييم الموارد المائية حظيت باستخدام هيدرولوجيا النظائر بأهمية كبيرة ضمن برنامج تنمية وحماية مصادر المياه الطبيعية وهو أحد البرامج الـ 5 التي تشكل الأولويات الاستراتيجية لمركز أبحاث المياه في معهد الكويت للأبحاث العلمية، موضحا ان مركز أبحاث المياه يضم العديد من الخبرات والمختبرات والمنشآت والمعدات الميدانية والمخبرية المتميزة التي مكنت المركز من تقديم الخدمات للعملاء داخل الكويت وخارجها من خلال تنفيذ الدراسات وتقديم الخبرات الاستشارية في مجالات إدارة موارد المياه والمياه الجوفية وتحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف. وذكر ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطبق دراسات هيدرولوجيا النظائر على نطاق واسع لحل المشاكل الهيدرولوجية المتعلقة بموارد المياه السطحية والجوفية، كما ساهمت في تطوير هذه الدراسات من خلال الدعم المباشر للأبحاث والتدريب، والتحقق من منهجيات النظائر من خلال مشاريع ميدانية نفذت في الدول الأعضاء، مؤكدا ان الوكالة تقوم بتقديم الدعم لإنشاء مرافق لتحاليل النظائر كما تقوم بتطوير القوى العاملة الوطنية من خلال الزيارات العلمية والبعثات وزيارات الخبراء والتدريب.
ورأى ان التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيساهم بشكل كبير في بناء القدرات، وتنمية الموارد البشرية وإدارة المعرفة النووية، وإدارة الجودة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وعلى هذا الأساس فإن رؤيتنا الوطنية المستقبلية في التعاون مع الوكالة تتوجه نحو توسيع استفادة الأجهزة والمؤسسات الوطنية من أنشطة الوكالة الدولية، خصوصا فيما يتعلق بالتدريب والحصول على الدعم التقني والاستخدام الآمن للمواد المشعة.
وقد اشتملت فعاليات الورشة على عدة محاور من خلال 3 أوراق علمية، حيث قدم مدير برنامج تنمية وحماية مصادر المياه الطبيعية بمركز أبحاث المياه بمعهد الأبحاث، الباحث محمد عبدالملك السنافي ورقة تمحورت حول تقنيات النظائر لفهم تسريب المياه الجوفية إلى البحر في الكويت بينما شارك خبير الوكالة الدولية للطاقة الذرية سارافانا كومار بورقتين علميتين حول تقنيات النظائر الهيدرولوجية لإدارة الموارد المائية وتنميتها وتقنيات النظائر الهيدرولوجية لدراسة تغذية المياه الجوفية في المناطق القاحلة.