قلم الإرادة

أمن الخليج خط أحمر

   تأتي مشاركة الكويت العسكرية  في عملية عاصفة الحزم في إطار مفهوم الدفاع المشترك عن أمن دول الخليج العربي الذي بات مهدداً خصوصاً في الآونة الأخيرة حيث تُحاك على قدم وساق المخاطر والمؤامرات بين الحوثيين ودولة نووية مجاورة ضد دول الخليج العربي لا سيما الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، وكلنا يعرف أن المملكة العربية السعودية هي عمقاً استراتيجياً وتاريخياً لجميع دول الخليج وليس الكويت فحسب، فإن اهتزت السعودية أو حدث لها خلل لا سمح الله فسوف يهتز الخليج ككل، لذلك فمشاركة الكويت ودُوَل مجلس التعاون كانت واجبة خصوصاً أن الحوثي بات يهدد بشكل فعلي المنظومة الخليجية وأراضيها حيث قام الحوثي قبل عاصفة الحزم بحشد ميليشياته على الحدود السعودية التي شهدت مناورات عسكرية للحوثيين، كما أن المعلومات الاستخبارية أكدت امتلاك الحوثي لصواريخ سكود التي قد تصل إلى الرياض وكلنا يعلم أن الحوثي وزمرته هي ميليشيا زرعتها إيران في المنطقة إلى جانب الميلشيات التي تسعى إيران لزرعها وإمدادها بالسلاح في سوريا ولبنان والعراق كالدواعش وحزب الله مثلاً.

 

   تريد إيران لهذه الميليشيات محاصرة الخليج العربي ولتكون سيفاً مسلطاً على رقاب شعوب الخليج ليتسنى لها السيطرة على المنطقة بأكملها وفي مقدمتها الخليج العربي، لكن حكام الخليج جميعاً كانوا لهذا المخطط بالمرصاد وأتت العاصفة لتكون موجعة وحازمة أمام كل من يريد الشر وإحداث الاضطرابات والقلاقل لمنطقة الخليج، والرسالة واضحة وهي أن أمن المنطقة وكيانها وسيادتها يسمو فوق كل شيء وليس موضوعاً للحوار كما لمح لذلك مؤخراً وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حين رد على علي عبد الله صالح حليف الحوثي والذي طلب الجلوس على طاولة الحوار حيث قال الفيصل ما معناه أن الحرب أيضاً شكل من أشكال الحوار! وهذا يؤكد أن أمن الخليج العربي ملف لا يمكن المساومة عليه أو النقاش حوله، لذلك كله رأينا دعم الشعوب الخليجية لتوجه أنظمتها بهذا القرار وما ذلك إلا لإضفاء الشرعية لتلك الخطوه المستحقة. كما تعطي دلالة واضحة على أن الشعب الخليجي وحكام الخليج كلهم في مركب واحد، وهنا أشكر والدي سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي كان دائماً وأبداً ولا يزال سباقاً للدفاع عن الكيان الخليجي ولم يتأخر لحظة واحدة بتوجيهاته بإعطاء الأمر بالمشاركة بعاصفة الحزم، وقد أكد سموه الدعم الكامل واللا محدود لهذه العملية المباركة وترجم ذلك في خطابه الذي ألقاه مؤخراً في قمة شرم الشيخ وكان خطابه بمثابة خارطة طريق جديدة لأن ما يحدث في اليمن ليس إلا عتبة أولى ستتخللها تحركات مستقبلية لزعزعة أمن الخليج وما كان التدخل في اليمن إلا دليلاً على نية الحزم والجدية لقطع الطريق أمام المخطط الأميركي الإيراني القبيح.

 

**

 

عمر الدميثة ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @Oaldumetha

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى