أين سيناء يا سيادة الرئيس؟
منذ العام 1973 وانتهاء الحرب العربية الصهيونية بقيادة القوات المسلحة المصرية والقضاء على الجيش الصهيوني وإتمام انسحابه من آخر بقعة على أرض سيناء وهي طابا عام 1981 في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك وسيناء تعاني من التهميش وعدم الاهتمام من جانب الحكومات المصرية المتعاقبة ولن أستطيع أن أقول الرؤساء المتعاقبين لسبب نعلمه جميعاً وهو أن مصر ظلت حبيسة في قبضة يد رئيس جمهورية واحد طيلة ثلاثون عاماً تعرضت فيه مصر وسيناء بالأخص للتدهور والانحسار والتهميش ولكن لم يحدث في يوم من الأيام بأن تحكم في مجريات الأمور على هذه البقعة الغالية من أرض مصر قوات خارجية أو تنظيمات سرية غير معلومة التوجه فبقدر ما تدهور الحال بسيناء وأبناء سيناء إلا أنها لم تتعرض لمثل ما تتعرض له الآن من ضعف وهو أن واستباحة لأركانها وإعتداء سافر وقذر على أبناء القوات المسلحة وأبناء الداخلية واستحلال دماءهم وكأنهم ليسوا بمصريين.
كل هذا يحدث على أرض سيناء بالتوازي مع قرارات غريبة وعجيبة وغير مبررة من رأس الدولة وأكبر منصب بها وهو رئيس الجمهورية بالإفراج عن الكثير ممن ينتمون للجماعات المسماة بجماعات إسلامية وجهادية وهي بعيدة كل البعد عن الإسلام والجهاد فنحن كمصريين تربينا على أن الجهاد لا يكون إلا ناحية العدو أي أن فوهات بنادقنا يجب أن تكون دائماً موجهة إلى الخارج وليس الى الداخل والى الخارج بتجاه عدونا الحقيقي وهو الكيان الصهيوني أما ما يحدث من قتل وسحل وخطف لأبناء الداخلية والقوات المسلحة لا يمت للجهاد بأي صلة ولا ينتمي للإسلام في شيء فإذا كان هؤلاء يعلمون عن تعاليم الإسلام القليل سيعلمون أن حرمة دم المسلم عند الله أكبر من هدم بيته الحرام إلا بالحق فهل قتل جنود الوطن جهاد؟ هل استباحة حرمة الدم من الجهاد؟ هل الإسلام يحض على العصبية والتطرف وتكفير الخلق بلا حق أو دليل؟
يا سيادة الرئيس هل تستطيع النوم هانئاً وأمهات وأبناء وزوجات الضباط لا تغمض لهم عين ولا تجف لهم دمع من فراق ذويهم غدراً لو كان أحد أبناؤك ممن تم قتلهم بهذا الشكل الفج هل كان سيكون رد فعل حكومتك الموقرة بهذا التخاذل والضعف أم كان المصريون سيشاهدون أكبر حملة مداهمه على أرض سيناء للقصاص ممن قتل فلذة كبدك ولا تنسى سيادتك أنك وعدت المصريين بأنك ستتابع عملية تطهير سيناء بنفسك ولم تغمض لك عين حتى تستعيد حق شهداء الجيش والشرطة.
يا سيادة الرئيس نريد أن تخرج مؤسسة الرئاسة علينا بسبب واحد وجيه يستدعي الإفراج عن فطاحل الإجرام باسم الدين في وقت فيه يتمنى المصريين أن يعود الأمن إلى ربوع الوطن كما كان لماذا تم الافراج عن هؤلاء ولماذا بمجرد الافراج عنهم اضطربت سيناء بشكل لم يسبق له مثيل ولماذا لم يتم التعامل مع هذه القضية بالشكل المطلوب إلى الآن هل الجيش المصري لا يستطيع الدفاع عن الوطن من خطر داخلي هل الجيش المصري ليس لديه العده والعتاد التي تمكنه من القضاء على مثل هذه العصبه من المنحرفين فكرياً وايديولوجياً أم أن مؤسسة الرئاسة هي من يعطل التدخل الحقيقي للجيش في سيناء وإن لم يكن كل هذا حقيقي فهل السبب الحقيقي أنكم اعطيتم من هم خارج الوطن الحق في التدخل في أراضينا والتعرض لأبناؤنا بالقتل والخطف.
يا سيادة الرئيس إنكم تبلغون من السن ما يؤكد لنا أنكم عاصرتم الحروب التي خاضها الجيش المصري للدفاع عن هذه البقعة الغالية من أرض الوطن واستعادتها فهل سيادتكم ما زلتم تتذكرون حرب السادس من أكتوبر وما حدث فيها وكيف لي أن أذكركم وأنتم من احتفل بهذا النصر المجيد من أيام ليست ببعيده وطاف أرض الاحتفال بسيارته المكشوفة يلوح بعلامة النصر للمصريين ويحتفل معهم بهذه الذكرى الخالدة المجيدة هل تريد سيادتكم أن يتذكر الشعب المصري الرئيس الراحل الشهيد أنور السادات بنصر أكتوبر ويتذكر سيادتكم بضياع سيناء في عهدكم كرئيساً لمصر ـ هل يجوز أن يحتفل من قتل بنصر حققه من قتل.
يا سيادة الرئيس عندما كان الاختيار بينكم وبين الفريق شفيق أول من وقف بجانبكم ودعمكم للفوز بكرسي الرئاسة هم أبناء سيناء فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ـ عندما كنا نشاهد سيادتكم على شاشات الفضائيات أيام الانتخابات ونسمع منكم المستقبل الذي ينتظر مصر وبالأخص سيناء توسمنا خيراً ووضعنا أيدينا بأيديكم لنعبر إلى المستقبل سوياً فهل هذا المستقبل الذي كنتم توعدتمونا به؟ نعلم جيداً أن نشأتكم في رحاب جماعة الإخوان المسلمون تجعلكم قريبين ممن ينتمي لهذه الجماعات وتعلمون جيداً كيف يفكرون ويدبرون لأفعالهم فهل سيادتكم تعمدون إخفاء الخطر الحقيقي عن الشعب المصري أم أنكم بالفعل لا تستطيعون التعامل مع هذا الخطر ولا تملكون الآلية الفعلية للقضاء عليهم.
يا سيادة الرئيس قدرة المجتمعات على النهوض تقاس بمدى توفر الأمن بها فهل ما لدينا حالياً من قدرات أمنية تؤهلنا للنهوض ببلدنا ومجتمعنا؟ أعتقد كما يعتقد جميع المصريون أننا لم نقصر في شيء مع سيادتكم من أول ساعة تم تسليمكم دفة قيادة البلاد وجميعا ننتظر تحسن ولو بسيط في حياتنا نريد أن نطمئن على مستقبلنا ومستقبل أبناءنا ولكن ما نراه في عهدكم هو استباحة دماؤنا ودماء أبناؤنا فللمرة الثانية أتساءل هل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
يا سيادة الرئيس لم نطلب من سيادتكم أي تفسير عن الكثير من السلبيات التي نعيشها لم نطلب من سيادتكم تفسير عن النظافة والطاقة والعيش والبطالة والغلاء والتدخل السافر من قبل أعضاء جماعة الإخوان المسلمون التي تنتمي سيادتكم إليها في شؤون الحكم ولكن ما نطلبه من سيادتكم الآن هو تفسير لما يحدث في سيناء وهل سنتمكن من استعادتها فعلياً أم ستكون محتلة ثانيةً على يد أعداء جدد لا نعرف عنهم إلا القليل ولا يمكننا التعامل معهم لأنهم في الظاهر أبناء وطن وفي الباطن ألد الأعداء ـ مانريده من سيادتكم بحق هو استعادة أرضنا والقضاء على البؤر الإجرامية في سيناء والقصاص لشهدائنا من أبناء القوات المسلحة والداخلية.
محمد سمير ـ كاتب مصري
Twitter: @Momo202005