قلم الإرادة

شريف .. ديكتاتور سياسي

لقبوا عدد كبير من أفراد شعب بلادي بكل الألقاب السياسية..الجميل منها والقبيح ففرقوا صف الوحدة الوطنية التي نسمع فيها عن ألسنتهم دون أن نراها بأفعالهم وكأنهم ملائكة سلام تريد الحفاظ على البلاد ودستورها، فقد الكثر منهم عقله قبل أن يجدوه أصلاً، فمنهم من صنف نفسه بالحر وخصومه عَبيد وكأن البلاد غابة، ومنهم من يرى نفسه موزعاً للولاء فلقب نفسه ابن بطنها بينما مخالفيه ينون التخريب لحساب أجندات خارجية، وهناك أصناف كثيرة من مدعي تلك الوحدة التي تسمى بالوطنية، فعجب كل العجب منهم جميعاً ولاشك بأنهم على غفلة من هذا الشيء.

 

 فمن أنتم يا مدعي البطولة والكل منكم خاسر فماذا فعلتم يا سادة قومكم لأجل الكويت، جميعكم يتحدث على منابر الشرف مفجراً بالخصومة، أهذه الروح السياسية التي تتمتعون بها تحت بند ما يُسمى بالديمقراطية الكويتية التي تَدعونها في هذا البلاد الكريم!

 

منذ أكثر من خمسة عقود من الزمان والبلاد تعمل بعجلة القانون والمؤسسات مصطحبة مع الأيام هواء هائج على بحر الأزمات يرفع من موج الكرب السياسية، وبأناس تمتعوا بالحكمة والتجربة والتلاحم والتماسك من القائمين على شؤون بلادنا تجري الرياح على ما تشتهيه سفنا، وهذا من فضل المولى عز وجل لشعب الكويت الأصيل، فأحيوها وتعاونوا على إصلاح المركب من جديد في حكمة عقولكم التي تحتاج لها البلاد اليوم أكثر من أي وقت مضى فلتتعلموا من الماضي الذي عليه وضعتوا حجر أساس الحاضر ليكتمل بناء المستقبل حتى يكون الغد مشرق، فلا تجعلوا كل غاية تبرر وسيلتكم يا سادة، فوالله كلنا سنرحل كما رحل أسلافنا وتبقى كما بقت الكويت فلا تجعلوا أحفادكم يضربون بكم الأمثلة متعجبين بمن دمر دار الفناء وتارك دار الآخرى كالذي لا يرحم ولا يجعل رحمة الله تنزل؛ بل إجعلوهم يتغانون ويسطرون تاريخكم الجميل بألسنتهم وأقلامهم ليحكوا لأطفالهم عنكم كما أنتم تضربون الأمثلة برجالات الكويت السابقين، حاسبوا ضمائركم قبل أن تبوحوا بكلمة دون ميزان فتعمون محاور القضايا التي بها تتاجرون من بعد ما كانت ترى النور، فلا نصر سياسي إلا بالعمل على روح الفريق الواحد، فاحفظوا الكويت وتبادلوا الأفكار تاركين مقولة إن لم تكن معي فأنت ضدي يحفظكم الشعب فيحترمكم. 

 

من بلاد المليون سياسي أوجه رسالتي لمن يهمه الأمر فيما يبوح فيه عقلي قبل لساني وأقصد بهذا، الأشخاص الذين سبقوني بالعمر والتجارب مستذكراً بأن “الحسن والحسين” تعلم منهم الكبير كيفية الوضوء الصحيحة وفق الضوابط الشرعية وهم صغار سن، فأما أنا لست معلم بقدر ما أكون تلميذاً لكم ولكن من منطلق التذكير لا التعليم، لابد أن نقول لا خير في الصدق إلا مع الوفاء والأمل والحكمة، فلنجتهد لنوفي بالغد الأجمل حتى نحصد حصيلة المستقبل فبالأمل يخلق دواعي الكفاح والاستمرار والاجتهاد، ومن أجل كويت المستقبل سنكافح ولنردد دائماً (الحكمة أساسها مخافة الله) فليرحم الله من ترك غاية الناس وأرضى نفسه من أجل صناعة مستقبل زاهر وجميل لبلاده التي منها بدء ومنها سينتهي حتى ينهض بها ويستأصل ورم الأزمات الفكرية والأخلاقية التي طغت على مخ العديد من السياسيين إرضاءً للناس.

 

**

 

غانم الميع ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى