بمناسبة الذكرى الـ68 لانشاء الامم المتحدة.. السفير العتيبي يؤكد على أهمية المنظمة رغم الاخفاقات
أكدت مندوبية الكويت في الامم المتحدة هنا اليوم على أهمية الدور الذي تؤديه المنظمة “التي لا يمكن الاستغناء عنها” رغم كل الإخفاقات التي وقعت فيها خلال العقود السابقة.
وقال المندوب الدائم لدولة الكويت لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي في تصريح بمناسبة الذكرى 68 لتأسيس منظمة الامم المتحدة التي تصادف غدا أنه لا غنى عن المنظمة الدولية في مواجهة التحديات العالمية بعد مرور عقود على إنشائها.
وأضاف السفير العتيبي أن من أهم انجازات الامم المتحدة تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي سنة 1991.
وقال “ان الأمم المتحدة رغم بعض إخفاقاتها الا انه لا غنى عن وجودها بل بالعكس فان من مصلحة الجميع أن يعملوا تحت مظلتها لمواجهة التحديات العالمية لأنه ليس بالإمكان التصدي لتلك التحديات من طرف دولة بمفردها أو حتى من جانب مجموعة صغيرة من الدول”.
ورأى أن الامم المتحدة ما تزال الحاجة اليها كبيرة وتتزايد بمرور الوقت وبقاؤها طيلة هذه العقود كآلية دولية متعددة الأطراف تحظى بالشرعية والمصداقية والاستقلالية هو أكبر دليل على نجاحها.
وقال أن المنظمة منعت خلال العقود الماضية الكثير من الحروب وقدمت عن طريق وكالاتها ومؤسساتها مساعدات إنسانية الى كثير من الشعوب وأنقذت حياة الاف المحتاجين وساعدت كثيرا من دول العالم الثالث للحصول على استقلالها وانضمامها إلى الأمم المتحدة خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي كما ساعدت شعوبا كثيرة في ممارسة حقها في تقرير مصيرها.
وأضاف ان للأمم المتحدة فضلا كبيرا في اتفاق المجتمع الدولي على عدد كبير من الاتفاقيات والمعاهدات التي وضعت أطرا عامة لتنسيق العمل الدولي والتعاون في مجالات عدة سواء في مجال نزعالسلاح أو غيره من المجالات.
كما اكد العتيبي أن للأمم المتحدة اخفاقات رغم أنها أنشئت في سنة 1945 أساسا لمنع وقوع حرب عالمية ثالثة وغيرها من الصراعات والنزاعات ولتحقيق السلم والأمن الدوليين ولتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الدول والشعوب.
واوضح ان من بين تلك الاخفاقات فشلها في منع وقوع العديد من الحروب التي أسفرت عن العديد من الضحايا والدمار خاصة في القارتين الأفريقية والآسيوية وفشلها في منع وقوع جرائم الإبادة الجماعية في رواندا سنة 1994 ومذبحة سبرانيتسا في البوسنة سنة 1995.
وأضاف ان من إخفاقاتها الأخرى فشلها حتى الآن في حل القضية الفلسطينية التي مرت عليها ستة عقود اضافة الى عجزها عن وقف الحرب المستمرة في سوريا والتي راح ضحيتها حتى الآن عشرات الآلاف من المدنيين إضافة الى عجزها عن تحقيق تقدم ملموس في مجالات هامة أخرى منها ظاهرة تغير المناخ ووقف سباق التسلح والإرهاب وإصلاح أجهزة الأمم المتحدة وتحديدا مجلس الأمن.
وأضاف أنه بالرغم من كل تلك الإخفاقات فان الأمم تظل المتحدة المظلة والمنبر الدولي الوحيد والقادر على مواجهة التحديات والمخاطر التي يواجهها العالم.
وذكر في هذا الصدد بالأزمة المالية العالمية التي سببتها أزمة ديون سيادية لدول معينة منها الولايات المتحدة وبعض الدول الأروبية والتي تصدى لها المجتمع الدولي لأن آثارها عمت جميع دول العالم.
وأضاف أن الإرادة الدولية الموحدة وآلية الأمم المتحدة وتنسيق العمل الدولي كلها عناصر “مهمة جدا” في مواجهة تلك التحديات.
وذكر السفير العتيبي بتاريخ علاقة دولة الكويت بالأمم المتحدة وبالتواصل المستمر بينهما لخدمة القضايا والتحديات الدولية لا سيما المتعلقة بالجانب الإنساني.
كما ذكر بالعلاقة “المتميزة والتاريخية” بين دولة الكويت والمنظمة الدولية والتي ترسخت من خلال الدعم المادي للأنشطة التنموية والإنسانية المتنوعة للمنظمة ووكالاتها المتخصصة بغية تعزيزها والعمل من أجل خلق شراكة طويلة الأمد وذلك إيمانا منها بضرورة دعم كافة الجهود والمساعي الدولية لمواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد الاستقرار العالمي وتزعزع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لكثير من الدول.
ويبرز يوم الأمم المتحدة الذكرى السنوية لبدء نفاذ ميثاق الأمم المتحدة في عام 1945.
وظهرت الأمم المتحدة على الساحة الدولية بعدما وقعت غالبية الدول الأعضاء بما في ذلك الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن تلك الوثيقة التأسيسية.