بين دفتي كتاب..
لطالما شغلت القراءة حيزاً كبيراً من إهتماماتي في الطفولة، نعم لقد كنت أشعر بأني أسعد طفلة عندما تعلمت الحروف في بداية مراحل الدراسة وكنت أتوق إلى الوقت التي سأبدأ به قراءة الكلمات بسلاسة، وبالفعل قد انقضيت بعد ذلك على القصص ومجلات الأطفال بنهم وشغف، لقد كنت أبحث عن المتعة وأركض وراء المغامرات الموجودة في دفتي الكتاب وكل تلك القصص، والآن نأتي إلى ما أرمي إليه من كل تلك الذكريات التي قد تخيل للبعض بأني قد نويت اليوم أن أسرد عليكم ثقافتي وأتفاخر بها، ولكن بالتأكيد ليس هذا ما أقصده حتى أني لم أكن في ذلك السن مدركة لأهمية القراءة، لم أكن أقرأ لأتثقف حينها بل لأتسلى ولأنها متعتي، فما أريد قوله هو أننا في هذا الوقت نكاد لا نجد أطفال يستمتعون بالقراءة فجل ما يشغل أدمغتهم هي ألعاب الكمبيوتر والأيباد، لا أريد أن أنكر بأن على أيامي لم يكن هناك ألعاب فيديو سوبر نتيندو أو سيقا، ولكن كانت متعتي الكبرى تكمن في دفتي كتاب! أما الآن أجد أولياء أمور الأطفال بأعمارهم الكبيرة يتذمرون ويقولون من عاد يقرأ الآن؟ يكفي لأبنائنا أن لا يرهقوننا معهم ويثابرون على دروسهم! فهذا هو حال الذين لا يعرفون استثمار التكنولوجيا وإستخدامها بشكل صحيح وتحويل كل نعمة إلى نقمة وإعطاء كل ذي حق حقه، فأعتقد بأن أمة إقرأ ما زالت تتمسك بأن لا تقرأ!
**
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @i_hanoona