أضاع الصيف اللبن!
من العرف لدى الرجال الشرقيون (الأغلبية) يسودون صفحات الماضي وحينما يفكر في الزواج يختارها قطة مغمضة العينين ويحاول أن يزين في ناظرها ماضيه وأنه لم يخلق إلا لأجلها!! وتربى وترعرع على أن تكون زوجة المستقبل حسنة التربية والعفيفة والخجولة إلى آخره وكل هذه المواصفات متأصلة في ذاكرة وسلوك آدم الشرقي منذ الطفولة بسبب المجتمعات الشرقية، فمن طرف آخر كلنا نزرع في بناتنا صفة الحياء من وعيهن وبأن تكون خجولة وغير جريئة في حال إعجابها أو إعجاب الرجل بها.. ومهمة الإعجاب بين الطرفين تقع في الخطوة الأولى على الرجل فيبادر ببوحه عن مشاعره لأن الأنثى الشرقية صعب جداً أن تتجرأ و تأخذ الخطوة الأولى, بمعنى آخر, قد يكون لك أيها الرجل حظاً مثمراً في تلك الفتاة التي قد تكون مفتاح السعادة لك, وإذا كنت صادق وغير لعوب ورجل بمعنى الكلمة وليس ذكر في عالم الذكور؛ لأن الذكر اللعوب يحسن الكلام ويجيد الوعود ولا يتعب من خلف الوعد، واختلاق الأعذار ولديه القدرة على التراجع والمبررات جاهزة وكثيرة, فبادر من غير تردد حتى وإن كانت ردة الفعل منها بالرفض والسلبية, فما المشكلة؟! لن ينقص من عمرك لحظةّ! أليس من العرف أن الرجل”ما يعيبه شي”؟! أليس “الرجال قوامون على النساء”؟! إذن اتعب على نفسك حتى تنال حوريتك. هناك حكمة إنجليزية تقول: نحن لا نحصل على ما نريد لأننا لا نطلب ما نريد, ومن منظور آخر, لا ننكر أنه في حال تربت تلك الفتاة على الجرأة والحرية في التعبير عن الرأي وبادرت هي في الخطوة الأولى ستسقط من عينك مهما كنت تحلم بها, للأسف هذا مجتمعنا الذكوري وهذا ما زُرع في فكرنا! وحواء الشرقية تعشق الرجل الذي يطرق باب إعجابه بها الصادق وليس اللعوب, كثير من قصص الحياة القديمة والحاضرة أضاع الرجل فتاة الأحلام وأصبحت في أحضان زوج آخر بسبب خجل وتقاعس وخوف من الرفض غير المؤكد ليكتشف بالصدفة بعد فوات الأوان بأنها كانت معجبة به أيضاً لكنها تنتظر المبادرة منه, للأسف أضاع الصيف اللبن!
فنصيحة للرجل الخجول أو المتكبر ذو الأنفة العالية ألا تتحول بعين الحورية الشرقية ساذج وغبي وغير جريء, اندم على فرصة أخذتها وخاب أملك أفضل بكثير من أن تندم على إضاعة تلك الفرصة التي قد لا تُعوّض, “عاش باللذات كل مجازفٍ…..ومات بالحسرات كل جبانُ”.
**
أنوار المتروك ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @milkybar_am