حطها في ذمتي
اسمع يا سيدي فالسمع نصف البصيرة, لو سألت أوروبياً عن سر تطوره فسيكون جوابه حتماً “لا تعليق”على المشانق !! ولو سألت عربياً عن سبب تورطه فسيكون جواب الورثة المحتوم: “التعليق” على حبل مشنقه أو حبل مشقة !! ولو سألتني أنا يا سيدي لقلت لك أن سؤالك غير منطقي !! فلو كنت من مناطقنا لعرفت الجواب قبل أن يدق سؤالك باب معلقاتنا المنصوبة !! تعرف ايه عن المنطق يا سيدي؟! وهل تدل منطقاً قريباً من انهار دموع عربنا الشارقين بكاس “مِنّة” الأوساط الدولية !! أنهار دموع سيلها يهدر حيناً ويهذر أحياناً أخرى تصب من أعالي قمم جبال الصبر !! هل تعرف ها هنا منطقاً تربته صالحة لزراعة ثمرة أمل واحدة تزهر مع أول نسمة صباح وتتفتح بتلات أحلامها ليتجمع من حولها “نحول” أرواحنا ويستنشق رحيق الحرية, إن كنت تعرف هذا المنطق النموذجي فناشدتك الله شيمة أو قيمة أو فزعة أو “فيزا” دلني عليه فقد والله اشتقت لرؤية الإنسان الذى في داخلي فقد أضناني الشوق والشوك إليه !!
يا سيدي أوروبا كل عام تحتفل برأس السنة ونحن كالعادة سنحلف برأسها ونقول أنها الخالق الناطق سنة 2012 وسنة 2011 وسنة 2010 و..و.. !! كل رؤوس سنيننا وقرونها متشابهة تحوم حولها شبهات ارتكاب جريمة الوحل الذي نطح “المسخرة” فأوهى قرنه الوحل !! على فكرة ! هل تدل قصر حضارتنا يا مولانا؟ لا تحر في جوابك فسأدلك مع أنه والله قصر يقع على ثلاث شرائع وما يضيع !! شوف يا سيدي هناك شريعة موسى وحطها على شمائلك الربانية التي تشمل كفالتها عصا لكل فرعون وخسف لكل قارون وهناك شريعة محمد وحطها على يمناك وشامك وجزيرتك ومصرك ومغربك ثم اغسل كف قلبك بحنفية إبراهيم وقل: زمزم علينا يا الله وستسبح ملائكة السماء وتهلل من حولك فرحاً بجواب القدوس: إني قريب وهناك شريعة عيسى حطها بين عيونك واحصد من سنابل قمح دمعة البتول ورحيق جفن زكريا وسلسبيل أهداب يحيى وتراب مسك خد المجدلية واطحنها جميعا في رحى أيامنا وقل: يا ليتني مت قبل رحاي وكنت نسياً منسياً.
يا سيدي قصر حضارتنا يحتضر وجاء زمن الظواهر الصوتية “ليثمنه” مع أنه لا يعرفه !! صار البيت يا سيدي مطلاً فقط على شريعة الغاب وكل ما حواه القصر غاب وانزوى مع غروب آخر شعاع شمس عقل … وحطها هذه المرة في ذمتى !!
فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bin_7egri