من فضلك لا تفتي !!!
هناك قول مأثور ينص على (أنه لو تحدث الناس في ما يعرفون لأصبح الصمت لا يطاق).
وأنا بالطبع ضد هذا القول، ذلك لأنني أفضل أن يعم الصمت لأنها الفضيلة والذهب الذي ذكره أشرف الخلق رسول البريه وأفضل البشرية عليه الصلاة والسلام.
وذلك لترجيح الكفة الأهم فبالنظر إلى أضرار الحديث المليئ بالأكاذيب وعدم الدراية والتحدث في كل شئ سواء كان الشخص يملك تلك المعلومة أو لا يملكها فإنه ينشر ثقافة الافتاء دون علم في شتى المجالات ونشر الغرور الذي يتملك الانسان ليبتعد عن كلمة لا أعلم والتي تنجيك من أمور كثيرة ومنها التي قد تصل الى خراب النفوس ودمار المجتمع، نعم دمار المجتمع.
وأوضح مثال لدينا في دولتنا الحبيبة الكويت.
فلدينا اللهم لا حسد المليون سياسي والمليون مفتي في الدين والمليون طبيب والمليون مهندس والمليون قانوني وهذا بالطبع شيء ينافي العقل والمنطق ومستحيل (وربعنا ما شاء الله عليهم ربع الهبة يركبون الموجة ويواكبونها مهما كانت).
والمتضرر الوحيد هو المستمع والمتلقي لهذه المعلومة، وبالنظر لأبعاد هذه المشكلة وتداعياتها فإنني أرى أن الحل يكمن في من يتلقى تلك المعلومات دون الأدلة فيجب أن يقول لمن يفتى هل لديك دليل على تلك المعلومة التي أخبرتني بها؟ أو أن يتأكد من تخصص الشخص الذي يتحدث بالمعلومة المطروحة وأنه يتحدث في حدود اختصاصه وإلا فليقل له بكل صراحة
(من فضلك لا تفتي) حتى يحرجه أمام الناس ويكون له درس لا ينساه وحتى يتذكر ذلك الموقف وليبتعد عن الافتاء والحديث في الشيء الذي يختص به، فالتدخل فيما لا يعنيك يجعلك تسمع ما لا يرضيك.
المحامي/ مسعود حمدان العجمي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @lawyer_massoud