الامير محمد بن نايف.. أول حفيد يقترب من الحكم
فى خطوة عكست بدء تصدر أبناء الجيل الثانى من العائلة المالكة السعودية المشهد السياسى، سمى الرجل الأمنى القوى المقرب من واشنطن، الأمير محمد بن نايف، وليا لولى العهد، ليعد مبدئيا أول ملك منتظر من أحفاد مؤسس السعودية، عبدالعزيز آل سعود.
وبتولى نايف منصبه الجديد، يكون الانتقال إلى الجيل الثانى قد حسم، وذلك على حساب امراء أقوياء آخرين فى هذا الجيل، لاسيما نجل العاهل السعودى الراحل عبدالله، الأمير متعب.
ولد بن نايف، الذى وصفته مجلة «فوربس» الأمريكية بأنه “العقل المفكر للمباحث السعودية”، بجدة فى أغسطس 1959، وحصل على شهادته المدرسية فى الرياض، ثم سافر للولايات المتحدة حيث حصل على الشهادة الجامعية فى العلوم السياسية عام 1981.
وتلقى بن نايف العديد من الدورات التدريبية العسكرية فى المملكة السعودية وخارجها متخصصة فى الشئون الأمنية ومكافحة الإرهاب، وفى مايو 1999 عين فى منصب مساعد وزير الداخلية لشئون الأمن.
وشكل عام 2009 أكبر تهديد لوجود بن نايف، إذ تعرض فى أغسطس من العام ذاته لمحاولة اغتيال قام بها أحد المطلوبين أمنيا، والذى ادعى أنه كان يرغب فى أن يسلم نفسه، وهى الحادثة التى سبقها العديد من محاولات الاغتيال، منها واحدة فى وزارة الداخلية بالرياض، وأخرى قامت بها جماعة إرهابية خلال زيارته لليمن.
وبحسب تقرير لـ«بى بى سى»، فإن القوى الغربية تنظر لبن نايف باعتباره قاد حملة ضد متشددين إسلاميين فى السعودية منذ عام 11 سبتمبر 2001 على نحو فعال، بينما قال عنه المعلق السعودى، جمال خاشقجى «اعتقد أنه من الجيل الثانى من الأمراء الأكثر تقبلا لأفكار الإصلاح».
وجسد اختيار بن نايف ختاما لفصول قصة طويلة وشائكة، واجهت فيها السعودية التى تملك ثروات طائلة منها ثانى اكبر احتياطى نفطى فى العالم وتتمتع بثقل كبير فى العالمين العربى والاسلامى، صعوبات فى الانتقال من «الجيل الاول» الهرم، إلى الجيل الثانى، غير أن ذلك الانتقال قد يفتح الباب على مصراعيه أمام المنافسة والصراعات داخل الأسرة الحاكمة.
وفى هذا الشأن، قال المحلل السياسى المقيم فى لندن عبدالوهاب بدرخان لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الاسرة الحاكمة بهذا التغيير السلس وبتعيين الأمير محمد بن نايف حسمت عمليا مسألة الانتقال إلى الجيل الثانى، وهذا يعنى أن هناك ضمانة للمستقبل.
وشدد بدرخان على أن وصول محمد بن نايف إلى هذا المنصب يعنى أن الملك المقبل سيولى مهمة الأمن أولوية قصوى، خصوصا فيما تحيط بالمملكة المخاطر من كل الجهات وأهمها خطر تنظيم الدولة الإسلامية الذى تشارك الرياض فى الحرب الدولية ضده.
من جانبه، قال الاستاذ فى معهد العلوم السياسية فى باريس والمتخصص فى الشأن السعودى، لستيفان لاكراو، للوكالة ذاتها، إنه مع حسم مسألة من هو أول ملك من الجيل الثانى، تبقى مسألة آلية انتقال السلطة التى ستعتمد فى المستقبل أمام خيارين؛ الخيار الاول غير قابل للاستمرار على المدى المتوسط يتمثل فى انتقال أفقى للسلطة شبيه بالنظام الحالى، وهو نظام تصعب ادارته لأن هناك المئات من الذين يمكن أن يصبحوا مؤهلين لتولى الحكم.
أما عن الثانى فـ”يحقق استقرار فى المدى المتوسط” فهو انتقال وراثى عبر الأب، ما يعنى اقصاء جميع أجنحة الاسرة عن الحق بالجلوس على سدة الحكم، وحصر هذا الحق فى بيت واحد، وهذا بالتحديد ما فعله الملك عبدالعزيز عندما حصر الخلافة فى أبنائه.