اتخِـذ من الصمتِ موئلاً
– أتعـرفُ بأنَ سكبُ الكثير من الكلمات لا يكفي أحياناً للتخفف من وطأةِ الألم ؛ ولا حتى الفضفضةُ بشراهةٍ يمكنُها أن تشَكلَ ذريعةً للتخلصِ من سَـطوته وَ تفاقُمـه ،، !
– أسمَـع مني وَ ” صَـه ” ؛
أبـتلعْ غَـصتكَ حتى وإنْ وقفتَ كـ/ شوكةٍ مميتةٍ في حلقِـكَ ؛ تشردقْ بها وَ تحشرجْ ؛ لكـن إياكَ أن تُخرِجها من فَـيكْ !
لأنَـك في الغَالبْ سَتُـشاكٍ بِها أكـثر ؛ ولنْ توشـكَ على النَجاةِ ببوحِـك !
– حـتىْ النزيرُ منَ الألم لا تجاهدهُ بأيةِ كلمةٍ أبـداً ،، أخـرس لا بقدرِ إستطاعتِـكَ ؛ بل أكثـر !
فنواحُـك لن يشعر به أحـد أبـداً ،،
و أقصِـدُ بـ/ أحد ؛ كل أولئك الذينَ لا يملكونَ مثلَ عاطفتك ؛ وحدهـم منْ يُشبهونَك هُـم من يشعـر بك وَ يفهمك ..
– وَ منْ قالَ لكَ بأن كثـرة الكلامِ والكلماتِ ممكنْ أن يكونَ كافياً للإفصاحِ عما بك ؟
فإنْ كُِنتَ تؤمن بحقيقةُ ألمـك ،،
فستكونْ مقتنعٌ بألا أبجديةٍ قادرةٍ على وصفهِ أوَ توضيحه !
– لا تغتَـر بكثـرةِ أولئـكَ المتكدسونَ حولك ؛
فكثرتُـهم ليستْ كفايةً أيضاً لتسكبَ ألمكَ أمامهُـم ؛
كُـن قوياً وَ توقف لوهلةٍ تمعـن ألمكَ بها جيداً
أيستحقُ منكَ عناءَ البحثِ عمن يشارككَ إيـاه ؟!
أليسَ شيءٌ كهذا أصطُفيتَ بهِ ليكُـونَ منْ نصيبكَ ؛ فلمَ يطالُ الآخرونَ أجزاء منه ؟!
لا تستجدي عطفاً ولا تنتظر منْ أحدٍ – مشاركةٍ وجدانيـة – !
فوجعكَ شيءٌ من ممتلكاتكْ ؛ لا يحقُ لكَ أن تطلعَ أحداً عليه أو تؤلمهُ به أو تجعلهُ يبالغُ في مجاملتكَ ليحتضنكَ بزيفٍ يوجعُكَ بهِ أكثـر !
وغالباً هُـم غيرُ ملومِـينَ على زيفٍ أظهروه لكَ ؛ فهم يستمعونَ إلىْ كلامٌ لا يخصـهم وَ رُبما مواقفٌ لا تشبهُِـهم ؛ أو لعلكَ فيْ واقعِ أمـرهِم – شخصٌ لا يعني لهم شيئاً – ،، !
– ومضَـة ؛
أتخِـذ من الصمتِ موئلاً ،، فلعلَ شِفاءٌ في السكوتِ يكونُ ،، !
**
لمياء معجب “السعودية” ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @LamiaMoajeb