استر على ما واجهت !!!
كنا وما زلنا نستهين بمن ينادي بأن هناك غزو غربي تفشى وانتشر بمجتمعاتنا العربية المحافظة كانتشار السرطان القاتل في جسم الإنسان، وكنا نستهزئ بكل من ينصحنا بعدم التقليد الأعمى للغرب سواءً كان ذلك بلباسنا وبتصرفاتنا وفي أمور كثيرة، انظروا إلى الماضي القريب حيث كانت لدينا أفكار أن المرأة كانت تعود إلى منزلها قبل الساعة العاشرة مساءً وإلا سيكون هناك الكثير من علامات الاستفهام، الرجل الذي لا يغطي احتياجات بيته فإن ذلك سيكون عيباً يعاب به من أقرانه وزملائيه، كما أننا كنا نفخر بعاداتنا وتقاليدنا بشتى أنواعها وكان كل شخص يفخر بلهجته دون أن يقول قد يضحك علي الناس من حديثنا، فبدأت العادات والتقاليد الدخيلة وبالفعل ما يسمى الغزو الغربي حيث بدأ عن طريق الإعلام والتلفاز ونشر ثقافة الموضة ومواكبتها والمصيبة أننا أصبحنا نتمادى كثيراً ونبدع في الخطأ والبدع عن شريعتنا الإسلامية الجميلة حتى وصل فينا الأمر أننا في حياتنا اليومية نتحدث بلغة أجنبية ونرى ذلك نوعاً من الثقافة بالرغم من إننا في بلادنا!!
فمن الذي يملك الشجاعة عندما يذهب إلى أحد المطاعم أو المقاهي ويطلب طعاماً أو شراباً بلغته العربية الفصحى وهي لغة القرآن الكريم دون أن يشعر بالإحراج؟ سنجد من يقوم بذلك هم فئة نادرة جداً وأغلبهم من كبار السن والمتمسكون بالعادات والتقاليد القديمة الجميلة. فلماذا لا ننظر إلى ألمانيا حيث أن الرجل الألماني لا يتحدث إلا بلغته في بلاده حتى وإن كان يتقن كل اللغات وذلك افتخاراً بلغته وانظروا كيف يجبرون السياح بهذا التصرف إلى تعلم لغتهم أو الاستعانة بمترجم فلنأخذ هذا التصرف كنوع من الثقافة ونلتزم بأشرف وأطهر اللغات في العالم والتي أنزل بها الله عز وجل كتابه الكريم ألا وهي اللغة العربية.
ثم أحزن كثيراً على وصول البعض إلى مستوى شديد في الإنحدار حيث أصبحوا يجاهرون بالمعصية ويفخرون بها كما أنها أصبحت من ألذ الأحاديث في المجتمعات ويختم الشخص حديثة عن تلك البطولات السوداء بقوله (استر على ما واجهت !!!).
المحامي/ مسعود حمدان العجمي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @lawyer_massoud