“إنت مو رجال” إطراء وليست شتيمة للبعض!
من العرف أن الرجل هو ذلك الجد الذي عرفناه يعمل ويكدح من الصباح إلى المساء وليس عنده وقت فراغ يسمح للاتجاه لما هو عكس الطبيعة (الترف والنعومة).
في إحدى المسرحيات القديمة ذكرت هذه العبارة الساخرة لكنها للأسف واقعية “.. عليك يا زمن خليت الـ Man “woman والسبب هو تحول الرجال إلى أشباه نساء … لاحظت في الآونة الأخيرة انتشار ظاهرة التجميل للرجال بأدق تفاصيلها للتحول لأشباه نساء وقد تشاهدون بأعينكم هؤلاء المتحولين حين عودتكم من لبنان أو تايلند وبعض الدول الأوربية، ما الذي يحدث؟! ولماذا التسابق هذا والتنافس بين الشباب إلى هذا النوع من العمليات؟! توقعي هو الفراغ الكبير لدى الشباب من فئة عمر 12 إلى 21 وهي فترة التكوين الفكري والعاطفي وصقل السلوك وتعويده إما على الخشونة والرجولة والتحمل والمسؤولية وإما على الترف والاعتماد على الغير وعلى السلوك السلبي المكتسب من الغير، أيضاً عدم الثقة بالنفس والتي للأهل دور كبير جداً بزرعها وترسيخها في شخصية الأبناء من الذكور(إنت رجال البيت الصغير، بنشوف عيالك، عيب تلبس جذيه لأنك رجال نفتخر فيك، عيب تتصرف جذيه لأنها حركات بنات مو رجال) وهناك تصرف مهم أيضاً من الأهل قد يعيبه البعض لكنه جداً مؤثر من الصغر، يجب على الآباء عن طريق الدعابة المبطنة مع أبنائهم أن يسألوهم في اللحظة الملائمة ومنذ الوعي، أي من عمر الـ 8 وما فوق: شلون تحب مواصفات زوجتك تكون؟ سمرة أو بيضة؟ طويلة أو قصيرة؟ نبي نشوفك معرس بنشوف عيالك، وغيرها من الأسئلة التي تحرك ميوله إلى الجنس الآخر منذ الصغر والشغل على نفسه للوصول لفتاة أحلامه وليس لفتى أحلامه!! أيضاً إشغال الأهل لهم لإبعادهم عن الفراغ المفسد، تحفيزهم للإلتحاق بالنوادي والأنشطة.. قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: “المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل” لذا رقابة الأهل لأصحاب أبنائهم مهم جداً الكل يعرف أنه واجب علينا معرفة الشريك والصديق الصالح حيث الفرد منا يتأثر بمن حوله لا إرادياً.
أوجه نصيحة إلى المجتمع كافة والذي يتضمن الأسرة أولاً والحكومة ثانياّ على تربية سليمة للشباب لنجد في المستقبل من يُعتمد عليهم في كل الميادين وأطالب أنا بعودة التجنيد الإلزامي لفئة الشباب لما به منافع لسلوكهم وبالتالي منافع للدولة.. مع العلم أن نسبة الشباب الكويتي هي 66% فهم العمود الفقري والدينامو للدولة 66% هي نسبة كبيرة لو تخيلنا أن 15% من هذه النسبة هم فئة الترف وأشباه النساء فمن الطبيعي أن يكون هناك زيادة في نسبة العنوسة حسب تصوري… وهنا أوضح نقطة، أنا لا أتكلم عن العمليات المستحقة كشفط الدهون أو تجميل عيب ما في شكل الرجل أو هيئته أو مظهره، فيلجأ إلى عمليات التجميل لتلافي هذا العيب ومن أجل أن يبدو في مظهر يشعره بالاستقرار النفسي. وهنا لا نستطيع أن ندين من يلجأ إلى هذا النوع من عمليات التجميل من المستحب أن يكون الرجل مهتما بمظهره وأناقته وتهذيبه لشكله لكن فيما لا يتجاوز المعقول.. بعيداً عن الإفتراضية المرضية النفسية بأنواعها فهي ظاهرة جديدة على مجتمع متحفظ يمتاز بالعادات والتقاليد الحسنة والتي كنا نعتز بها أيام الزمن القديم زمن الرجل الخشن القوي المسؤول الأول عن أسرته ومجتمعه ورجل بكل ما تحمل كلمة “رجل” من معاني وسلامي على زمن الذكور.
**
أنوار المتروك ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @milkybar_am