قلم الإرادة

اسمعُـوا وَ عُـوا ،، !

– بعض الكلام إنْ لم يَـكن جُـله ؛ حينَـما يسقطُ على مسامعك فهو إما أن يكونَ سقوطاً مُفرِطاً ؛ أو متقشِفاً ؛ وَ في الآنِ ذاتهْ إما أن يبرحك سقوطهُ وجعاً أو يبهجكَ فرحاً ..
وَ كُـن على يقينٍ بأنَ هذا الكلامُ في كلتا حالتيهِ وقع في – اللحظةِ المناسبة – ،، !
 
– ولكنْ ؛ أيـاكَ أن تجعلهُ يمرُ على مسامِعكَ مرورَ الكِـرام ؛ وَ أياكَ أنْ تمَّـلَ لِوهلةٍ عـنِ البحثِ عمَّا وراءَ الكَـلام ؛ لذلكَ قِـف على كُـل مفردةٍ و تمعنها جيداً ؛ أفهمها بسياقِها وَ بكُلِ  دلالاتِها .. كأنكَ ستترجِـمها للغةٍ أخرى ؛ بل و كأنَـك ستُفهِمها لبشَـرٍ آخر ؛ حاولْ أنْ تفعلهَا مُجِداً وَ جاهداً حتـىْ تعيَـها – بأذنٌ واعـية – !
 
– فعنـدَ لحظةِ الإصغاءِ بالتحـديد ؛ لا تلقِـي بالاً لكُـل ما يحيطُ بكَ منَ الجَـلبة ؛ فكُـلُ ما عليكَ هو أنْ تتحلى بمهارةِ البحثُ فيْ المضمونِ وَ الوعيْ بالمكنونِ ..
ببساطةْ ؛ اتسمْ برهافَـةُ الحسِ والفطنَـةِ لما ينسكِبُ من فاهِ محدثُـك ؛ وَ دع نواياكَ الحسنةْ تسبقُ جميعَ توقعاتِـك ..
 
– و عندما تتبَـصرُ بما يقولْ ؛ قاوِم رغبَـتك فيْ المباغَـتةِ بردودِ أفعَـالِكْ .. إيجابيةً كانتْ أم سلبيةْ ؛ لأنهُ وَ في اللحظةِ التي تفهَمُ بهَا حقاً فحوى ما يقالُ لكَ أو عنكْ ؛ تكمنْ حقيقَـةُ إستيعابـكَ لما يُحاكُ حولكَ من خيرٍ وشَـر؛ كما وَ يظهَـر جلياً مدى إرتقاءِ فكركَ و دقةَ تحليلكْ وَ فطنتكْ !
ولا مانِع فيْ الواقعْ منْ أن تعيدَ قراءةُ وَ فهِـمُ الرسالةِ المضمرةِ خلفَ الكلامِ مراراً وتكـراراً ؛ فذلِـكَ أولى لكَ منْ أن تظلِـمَ أو تُـظلـم ،، !
 
– فـ/ إنْ كانَت هذه الكلماتُ التـيْ ترخيْ سدولَها على هامتكَ ؛ سوداء حالكة تجنبْ أنْ تجعلها تدفعُكَ للنـزول إلىْ مستَوى قائلها ؛ وَ تذكـر دائماً أنَ هناكَ بشراً لا يستحقونَ على الإطلاقِ أنْ تدنو منْ مقامِـكَ لتُشابِـهَـهُمْ ،، !
 
– إلى جانبِ الإصغاءْ أنتبـه لكُل حرفٍ تنبسُ به شفتيك ، فستقعُ هي الأخرى في أذنٌ واعيةٌ و في اللحظةِ المناسبة ؛
ربما – أفلتها – لسانُكَ عبثاً ؛ لكنها صدرتْ منكَ وأنقضى الأمر ؛ فكنْ ذا لسانٍ طيبْ وَ حسنْ تكسبُ المسامعَ وأهُـلها ؛ وأجعل – ألفاظُكَ – خيرةً ظاهرةً و باطنة ؛ كَـيْ لا تحُـملِ عاتِقَـك أوزارَها ..
 
 
– أعـترافُ ؛
أعرفُ رَجُـلاً يذُمونَـه بالمدحِ المفرطْ و هو بعيدٌ كلَ البعدِ عنْ الفهمِ لما يقالْ ،، !
فتراهُ ينتَـفخُ حينَ تمدحهُ بالكَـلامِ ،،
تماماً كـ/ إبليسٍ حينَ تلعَـنهُ ،، !

 

**

 

لمياء معجب “السعودية” ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @LamiaMoajeb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى