قلم الإرادة

وافق .. نافق .. فارق

   عبارة تلامس قلب الحقيقة في وطننا العربي ثلاث كلمات هي الأهم  في دستور المواطن العربي من الحاكم والتاجر والفقير … الحاكم يعشق من هم حوله بالنفاق والتطبيل له ويكره أن يعارضه أحد أبداً، فإن كانت هناك معارضة للحاكم فيجب عليها أن تفارق وتذهب بعيداً، لذا دائماً نجد من هو معارض يعيش خارج بلده لأنه اختار أن يفارق وإذا تطرقنا إلى التجار في الوطن العربي فهم يعشقون كلمة وافق ونافق لتمرير مصالحهم ومناقصاتهم مهما كلف الثمن، كلمة وافق في قاموس التجار مطلوبة دائماً من المواطن البسيط الفقير هي وافق في رفع الأسعار وافق أن تأكل لحم فاسد، وافق أن تدفع أقساط المدرسة باهظة الثمن ولا يوجد تعليم، وافق أن تنفق أموالك ومدخراتك على العلاج وصحتك ولا يوجد علاج حقيقي يصلح لمعالجة الحيوان أغلبها أخطاء إلا من رحم ربي، والتاجر أيضاً يعشق كلمة نافق للمسؤولين العرب حتى يملك خاتم سليمان لتفتح له خزينة الدولة .. إلخ، أما الفقير والمواطن العادي لا يملك سوى يوافق وينافق حتى يستطيع العيش بين دهاليز الظلام في الوطن العربي وإذا فكر مجرد تفكير أن يعارض فيجب أن يختار أن يفارق الحياة أو الوطن فالكل يبحث عن مصلحته وعن ترقية بالعمل  بغض النظر عن الإسلوب حتى لو على حساب الضمير … وكلنا مدركين لأبعاد الفساد المتفشي هنا وهناك .. في حياتنا الاجتماعية وفي علاقاتنا.

 

نحن دائما نميل للشخص الذي يؤيدنا ويثني علينا، لذلك ترى هذا يوافق وذاك ينافق، للأسف هذا هو واقعنا.

 

عبد الفتاح الدربي ـ كاتب وإعلامي

 

Email: [email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى