الخيول العربية الأصيلة.. بطونها كنز.. وظهورها عز
للخيول قصة عريقة وشيقة فقد كانت في الماضي متوحشة تعيش في البراري والسهول وكان الناس في العصور القديمة يصطادونها لأكل لحومها والاستفادة من جلودها إلى أن استأنسها الإنسان بعد الترويض…
وعندما خير الله عز وجل آدم عليه السلام من وحوش الأرض لركوبها وحمل متاعه عليها إختار الخيل، وفي الحديث :”فلما عرض الله على آدم من كل شيء قال له: اختر من خلقي ما شئت؟ فاختار الفرس”.
وينقل أنها خلقت عربية, وقد وجدت أول ما وجدت في الجزيره العربية, فهي عربية, أصلاً ونسبا وموطناً .
فعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث قدسي صحيح: ” لما أراد الله ان يخلق الخيل ، قال لريح الجنوب أني خالق منك خلقاً ، فجاعله عزاً لأوليائي ، ومذله على أعدائي ، وجمالاً لأهل طاعتي فقالت الريح اخلق فقبض منها قبضه ، فخلق فرساً ، فقال له خلقتك عربياً وجعلت الخير معقودا بناصيتك ، والغنائم مجموعة على ظهرك، عطفت عليك صاحبك وجعلتك تطير بلا جناح فأنت للطلب وأنت للهرب، وسأجعل على ظهرك رجالا يسبحوني ويحمدوني ويهللوني، تسبحن إذا سبحوا وتهللن إذا هللوا وتكبرن إذا كبروا”.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ما من تسبيحة أو تحميدة أو تكبيرة يكبرها صاحبها فتسمعه إلا تجيبه بمثلها”.
من أول من استأنس الخيل
وترجع الروايات بداية استئناسها إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام الذي قيل أنه كان أول من اعتنى بها وروضها وجعلها مستأنسة وسخرها الله له فكان أول من ركبها.
وكان نبي الله داود عليه السلام محباً للخيل شغوفاً بها، فجمع منها ألف فرس ورثها …عنه سليمان، فقال فيها : ما ورثني داود مالاً أحب إليَّ من هذه الخيل، وقيل إن سيدنا سليمان بن داود جلس يستعرض خيوله يوماً حتى شغلته عن صلاة العصر، ولم يبق منها سوى مئة فرس، فأدرك فوات الصلاة، فغضب وقام لصلاته ثم عاد لاستعراض المئة الباقية قائلاً : هذه المئة أحب إليَّ من التسعمئة التي فتنتني عن ذكر ربي.
هو من أقدم سلالات الخيول الخفيفة في العالم، وتنسب الى العرب، لشدة اعتنائهم ومحافظتهم على نسلها وخصائصها المميزة. وكانت للحصان العربي منزلة كبرى لدى الانسان العربي في الجاهلية والاسلام، فهو رفيقه في جميع الأحوال، يطارد به ويكر ويفر عليه.
من مظاهر اعتزاز العربي بالخيل أنه أعطاها أسماء وأنسابا، فسجل للخيل مشجرات ملئت بأنسابها حتى لا تشوب أصالتها شائبة ويبقى دمها نقياً. وبلغ به الحرص أن منع ذكور الخيل العربي الأصيلة من النزو على الأفراس مجهولة النسب حتى لا تكون هناك سلالة رديئة.
الحصان العربي من أجود الخيول وأسرعها وأكثرها تحملا المشاق ، وقد تم تهجينه في أوروبا وبكثرة ويمتاز الحصان العربي بالجمال الفائق الذي يميزه عن بقية الخيول في العالم.