Yes We Can .. أوباما الأمريكان ..!
سيصادف يوم الثلاثاء السادس من نوفمبر المقبل اليوم الأعظم في الحياة الديمقراطية ليست الأمريكية فحسب بل العالم بأجمعه، إن العالم يترقب هذا اليوم المصيري والذي سيحدد مصير الكرة الأرضية، ففي الشرق الأوسط تأمل الشعوب بوصول الحزب الديمقراطي ممثلاً بالرئيس أوباما من جديد لتلاشي أزمات الحروب التي يجلبها لنا الحزب الجمهوري ما عدا الشعبين السوري والإيراني، فرومني وعد بتسليح الجيش السوري الحر في حال فوزه بالانتخابات وهو ما يتمناه الشعب السوري لسقوط الطاغية بشار، وأما الشعب الإيراني فهو يبحث عن نسمات الحرية المرتبطة بسقوط نظام الملالي والذي لا تسقطه إلا المعجزات بسبب القوة الاستخباراتية للنظام والتي لا يسقطها إلا قوى استخباراتية أقوى منها ولا يكون ذلك إلا بتدخل واضح للولايات المتحدة الأمريكية وهو مستبعد في حال فوز الحزب الديمقراطي، فتوجهات الحزب الديمقراطي تتجه للداخل أكثر من الخارج خصوصاً في الفترة الأخيرة، وجل اهتمامات أوباما حالياً هي الاقتصاد ومنع المد الصيني الاقتصادي والذي أعلن التصدي له أوباما منذ الـ 24 من يناير الفائت.
أما أمريكا من الداخل فهي متوازية حتى اللحظة مع تقدم طفيف لأوباما بعد ثلاث مناظرات انتصر أوباما باثنتين منها ورومني في الأولى … أمريكا من الداخل غير مهتمة في الشؤون الخارجية خصوصاً في هذه الانتخابات فجل اهتمامات المواطن الأمريكي حالياً هي الوظائف والضرائب والتي يدندن على مواويلها الاثنين معاً ثم تأتي اهتمامات أخرى مثل الإجهاض وغيرها من الأمور والتي تهم المرأة بشكل أكبر؛ لأن النساء في أمريكا يتجاوزن الـ 70 % من المواطنين الأمريكيين وهي نسبة كبيرة، وهذا ما سعى لاحتوائه المرشحين معاً ..!
أما أنا شخصياً فأؤيد وصول أوباما ولو كنت أستطيع التصويت لأعطيت أوباما بلا تردد، أولاً لاقتراب أفكاري من أفكار الحزب الديمقراطي في أمريكا وبعد ذلك لعدة اعتبارات أهمها نضال هذا الرجل وإرادته واتزانه، فهو يسعى لأمة أمريكية متقدمة وانتشل سقوط أمريكا خارجياً وداخلياً بعد الرئيس المغفل الأبله “بوش الابن”، فأمريكا سلمها بوش الابن لأوباما كحطام، بلد مثقل بالهموم والديون والعداوات الخارجية وكل هذا سعى لإصلاحه أوباما ولو كان لم يحقق كل شيء، ولكن أهم ما حققه هو خروج الجيش الأمريكي من العراق في الوقت المحدد واغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والذي عجز بوش الابن في الوصول إليه مع كل ما استخدمه من أسلحة في قتل الأبرياء في أفغانستان.
في سؤال لرومني من أحد الصحفيين عما إذا كان سينتهج نهج بوش الابن، أجاب رومني بإجابة مجهولة ركيكة خجولة: “لن أكون كبوش ولو كنا من حزب واحد، فهو في حقبة تختلف عن حقبتي” ومن الواضح في ذلك أن جوابه جواباً دبلوماسياً، وصول رومني ليس من مصلحتنا في الشرق الأوسط لأنه أيضاً كان يناضل بلا خجل عن إسرائيل وفي كل وقت، لا كما كان يفعل أوباما حيث كان يجامل أو يصرح مع العلم بأن تصاريحه كانت لإرضاء اللوبي باعتقادي لا أكثر.
عموماً سيكون السادس من نوفمبر المقبل يوماً يحدد خريطة العالم بأكمله، وإن فاز رومني أؤكد للجميع بأن الشرق الأوسط سيتغير بشكل كبير جداً وهذا ما ستبينه الأيام المقبلة، أما في حال فوز أوباما وهو ما آمله فسيستمر التوازن بين القوى في هذه المنطقة بوجود أربع أنظمة رئيسية وهي إيران والمملكة العربية السعودية وتركيا وإسرائيل وهذا الواقع الأفضل سوءاً، فأنا كمواطن كويتي من بلد صغير لا يحمل أدنى معاني المقومات العسكرية أتمنى بقاء وطني مستقراً بين كل هؤلاء العمالقة في المنطقة.
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أقول:
Yes We Can .. أوباما الأمريكان.
**
نبرة:
ـ في الولايات المتحدة الأمريكية “ديمقراطية” وفي نفطستان تجد ديمقراطية بشكل آخر وهي “دينو ـ شيخية” ..!
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah