واثق الخوف يمشي ملكاً !!
تذكروا أن الهزيمة ثلثين المراجل، واليوم مد “رجولتك” على قد أحوال أمتك, وإن “مطعك” الزمان طيعه يا مواطن ولا تظنن أن الحياة يا أبيض و يا أسود فكل الطرق تؤدي إلى “رومادي”,.. وعمى ألوان المصالح أعراضه أو أغراضه حجة وحاجة فحج يا حاج, ولا تنسانا من صالح إدعاء مبادئك !!
نعم أنا المواطن ابن الوطن “البا” قد أسكرني خمر الخوف وقررت وأنا بكامل قواي العقلية أو ما بقى منها بعد حذف رسوم المراجل وطوابع الوطنية … قررت بأن أتلحف بغطاء الخوف وأنام ولا أطالب في أحلامي بأي حق لي سواءً كان دستورياً أو قانونياً أو حتى إنساني.
سأخاف من التعبير عن حقي الدستوري وسأطلق الدستور ثلاثاً لعدم توفر الكفاءة, فهو دستور عظيم وأنا مجرد عظام تسفوها الرياح بعد أن فتتها كساح نقص كالسيوم المواطنة.
سأخاف من المطالبة بحقي القانوني، فالقضايا تبي محامي والمحامي يببي فلوس والفلوس تبي رصيد بنكي والرصيد يبي راتب والراتب “ييبب” ويزغرد من فرط ألم إسهال القروض والمصاريف .. سأخاف والمسامح كريم والراتب يستاهل.
سأخاف من تذكير البعض بأني إنسان .. وأنني مخلوق أتنفس وآكل وأشرب وأتكاثر مثل كل البهائم ولكن ما يميزني عنها ويجعلني “مش بهيمة” هو مجرد نصف كيلو من الخلايا المرصوفة داخل جمجمتي وتسمى عقلاً .. نص كيلو جعلت مني سيد أقطاب الخلائق ومتوجاً على عرش ملايين الكليومترات من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي .. نصف كيلو خير أمورها يرقد وسط ضلوعي ويدعى قلباً .. قلب ينبض بالحرية على مقياس “إختر” ويربض كملك “الغاية” وأنياب وسائله بارزة وهو يبتسم لتحايا النجوم متوثباً في إنتظار قطعان بنات الأفكار ليصطاد منها ويعشي عباراته العابرة مشياً فوق جسر لسانه أو سباحة عبر نهر بصيرته أو طائرة عبر غيوم إبداعه.
سأخاف وسوف أعدم كل بواقي الشجاعة في جيناتي وسأرتعد حتى أزلزل الأرض من تحت “قديم” تاريخ أجدادي وسأكون واثق الخوف أمشي “مملوكاُ” … ظالم الحس شهي الإزدراء … وحتماً سأفعل خدمة الخوف وسأضبط إعداداتها على الهزاز حيث لا عزاء للثبات والثوابت في زمن لم يثبت فيه إلى الآن رؤية هلال عيد تضحية بدون ثمن بالمقابل.
سؤال أخير يراود قلبي عن نفيس شجاعته … يا ترى إن هاجرت الشجاعة من قلوب الأبناء وحل الخوف في أرحام الأوطان فمن سينصرها ويفزع لها إن اشتدت الخطوب؟! .. كم أنا خائف عليك يا وطني من هول منظر إجابة هذا السؤال وسوء منقلبه !!
فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bin_hegri