قانون الإعلام الإلكتروني سلبي وليس إيجابي!!
قرأت في بعض الصحف ما جاء من بعض المواد بخصوص قانون الإعلام الإلكتروني يستهدف «دور النشر الإلكتروني ووكالات الأنباء الإلكترونية والصحافة الإلكترونية والخدمات الإخبارية الإلكترونية ومواقع الصحف الورقية والقنوات الفضائية والمرئية والمسموعة»، بمعنى آخر كل ما يذاع أو ينشر إلكترونياً! علاوة على ذلك، يحظر القانون وفقا للمادة 17 «نشر أو بث أو إعادة بث أو إرسال أو نقل أي محتوى أي من المسائل المحظور نشرها وبثها وإعادة بثها وفقا للقانونين الصادرين عام 2006 وقانون المطبوعات والنشر رقم 61 لسنة 2007». (اقتباس)
وصلت لقناعة شخصية, أرفض هذا التعسف جملةً وتفصيلاً. الدول المتقدمة والمتطورة تتقدم وتنال من جوائز في حرية الكلمة والصحافة بكافة أنواعها (سمعي, مرئي, إلكتروني), كما نعلم أن الصحافة كافة هي سلطة رابعة, فنحن أبناء الكويت والحمدلله وبظل قيادة رشيدة وحكيمة تعودنا على حرية الكلمة وتربينا عليها في الصالونات السياسية وكما تربى عليها أجدادنا في الدواوين (المجالس), لن تستطيع وزارة الإعلام تكميم الأفواه وحجب الآراء في عصر التطور الحالي في فضاء الإنترنت الذي جعل العالم قرية صغيرة, وأنا أقرأ المواد الذي تقدمت بها وزارة الإعلام “طقتني البوهة” فهذا استخفاف بعقولنا! ألا يستطيع الآن أي موقع إلكتروني إخباري أن يؤسس موقع عبر سيرفر خارجي؟!!
ومثال على ذلك نشبه هذا العمل بالأب الذي يغلق التلفاز ليلاً أمام أطفاله ويمنعهم من مشاهدة البرامج مما يضطر الأطفال باستخدام آي باد والـ آي فون في غرفهم الخاصة, كيف لكم أن تحجبوا هذا الموقع إن كان خارج الكويت؟! وإن وجدتم الـ “آي بي آدرِس” المعتمد لدى الجرائم الإلكترونية, هل باستطاعتكم إغلاق هذا الموقع؟! للعلم, أتفق معكم يا وزارة الإعلام بإغلاق ومحاكمة المواقع التي تخل بالأخلاق العامة والصحف التي تثير فتن دينية وعنصرية وطبقية, ومعكم في إغلاق كل ما يخل بأمن بلدي الحقيقي وليس لأهداف ومصالح شخصية وكيدية.
إلى وزارة الإعلام.. بدلاً من تقديم مشاريع تقيد الحريات وتقلل من قيمة الكويت في المكانة الدولية بعد أن نالت بلد المركز الإنساني, لما لا تقدموا مشاريع تنموية تثقف شعب ودولة وكتّاب وإعلاميين؟! كما آمل خصوصاً وأن الشباب هم أكثر ملاك الصحف الإلكترونية أن تقدموا جوائز سنوية لأفضل الصحف التي تلتزم بميثاق شرف تضعه الوزارة, وللعلم بأن الترغيب أفضل من التقييد, فرغّبوا الشباب بجوائز تستحق على جهودهم الخاصة المبذولة في الصحافة الإلكترونية واكسبوهم بدل أن تخسروهم فهم أعمدة الوطن, وحافظوا عليهم لأنهم قادة المستقبل, كل شيء زائل إلا الثقافة, فلا تحرمونا منها وتجعلوا منا متخلفين أو متأخرين.
**
أنوار المتروك ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @milkybar_am