عقاب الخطيب .. المربي الكبير ذو المكانة المشرقة في تاريخ الكويت الثقافي والتربوي والحضاري
«عقاب الخطيب» اسم حُفر عميقا في ذاكرة الكويت وتاريخها لدوره البارز في النهضة الكويتية وعصر التنوير الثقافي الذي كان احد مشاعله التي خرجت اجيالا وأجيالا وأعطت من جهدها ووقتها وعمرها وبإمكانات متواضعة قلت فيها وسائل التعليم وشحت فيها موارد الرزق ولم يتوافر فيها الا القليل القليل ورغم ذلك ابدع في العطاء هو وجيله ليكون صنوا لتاريخ التعليم في الكويت.
«بو عبدالله» الذي وافته المنيـــة عــن عمــر يناهــــز الـ 92 عاما كانت ثروته محبة الناس وتفاعله معهم، ذو جرأة كبيرة لا يخشى في الحق لومة لائم، وذو دعابة ساخرة ميزته وحببت فيه الجميع فكان اذا بدأ بسرد ذكريات الماضي تكاد تنسى انك تعيش حاضرا فيحملك بأسلوبه الاخاذ وعذوبة كلماته الى آفاق ذلك الماضي الرحب.
حمل المتناقضات فطوعها بين يديه عطاء وسعادة فعاش شظف كويت الماضي التي مارس فيها مهنة النجارة التي احبها، وحوّل قساوتها وخشونتها الى لين ورفق مع ابنائه الطلبة.
أبرز الأوائل
أول من ارسل في بعثة رسمية الى البحرين للدراسة في الكلية الصناعية، وأول رجل تربوي تخصص في مرحلة رياض الاطفال منذ الاربعينيات ومن اوائل من مارس التمثيل المسرحي في الكويت ومن أوائل المشرفين على التمثيل في المدرسة المباركية.
أفنى الرائد الراحل حياته في النهوض بالتعليم واهتم على نحو خاص بمرحلة الروضة وحرص على إدخال روح المرح واللعب ضمن العناصر التربوية الأساسية.
واستفاد من قدرته على التمثيل والغناء في جذب الصغار الى القيم العلمية والتربوية وكان قادرا على مجاراتهم والنزول الى مستواهم.
كانت حياته رحمه الله زاخرة بالعلم والتربية والادب والحكمة والطرفة الحلوة النادرة، زرع بذور النجاح في اذهان من اصبحوا الآن كما نرى ونشاهد ونلمس سراة القوم وعلماء البلاد وأعيانها ووجهاءها ومنهم سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمه الله، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد، والشيخ خالد العبدالله، وجاسم الخرافي وناصر الخرافي رحمه الله، وضرار يوسف الغانم، وجاسم محمد القطامي، وسليمان العثمان.وكان المدرس والمعلم والمربي الامثل الذي سار على نهجه الكثيرون من مدرسين ومربين خلال العقود الماضية والحاضرة.
العطاء الزاخر
كان صاحب همة عالية وينبوعا متفجرا من العطاء الزاخر الذي اعطى دون مقابل وكانت غاية سعادته ان يرى زرعه يثمر ويعطي للأجيال القادمة في عملية متواصلة كان بوعبدالله البذرة الأساس فيها.
مناصب بارزة
حداق وصياد ماهر وله نشاط مشهود في ذلك وبدأت علاقته بالبحر منذ سن الثامنة حيث اشترى أول لنج خشبي عام 1954 وقاده في رحلة بحرية الى جزيرة عوهة، كما استثمر بيع ادوات الصيد لرواد البحر.
وشغل الفقيد عدة مناصب بارزة في حياته المهنية ومن ذلك عضويته في مجلس إدارة بنك التسليف والادخار وعضويته في المجلس البلدي.
أوسمة وتكريمات
نال تكريمات عديدة ومنها تكريمه بجائزة الدولة التقديرية لعام 2008 كما كرمه معهد الفنون المسرحية عام 2005 كأحد رواد التمثيل ومن كرس مع زملائه الأوائل فن المسرح في المجتمع الكويتي، كما تم تكريمه من قبل مهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للإبداع المسرحي ضمن اعمال الدورة الرابعة عام 2007 وغيرها العديد من التكريمات.
الاحتلال العراقي
رفض مغادرة الكويت ايام الاحتلال العراقي الآثم وفي احد لقاءاته الصحافية ذكر ان الجنود العراقيين سألوا عنه ولكن بحمد الله قرت عينا بو عبدالله بيوم تحرير الكويت من بطش وجور النظام الصدامي.
تذوق الشعر
احب رحمه الله الشعر وحفظ العديد من الابيات الشعرية، وكتب بعض الابيات يصف فيها حالته معلما مع الطلبة والحياة التربوية في الصباح وبعد العصر عمله مع الاخشاب والمسامير قائلا: «انا في الصبح استاذ وبعد العصر نجار ولي قلم وقرطاس وازميل ومنشار».
حب السفر
للبنان عند عقاب الخطيب رحمه الله مكانة كبيرة اذ احب ذلك البلد الطيب شعبه وطبيعة الجو ولأن العوائل الكويتية في لبنان كثيرة فكان لا يشعر بالغربة هناك وتملك بيتا في منطقة فالوغا.
مسيرة حافلة
ولد الاستاذ الراحل عقاب محمد الخطيب بحسب نبذة نشرها الفلكي الكبير د.صالح العجيري في مدينة الكويت عام 1921، تعلم اثناء طفولته في عدة كتاتيب ومدارس اهمها مدرسة العنجري ومدرسة حمادة، ثم مع انشاء دائرة المعارف وبداية التعليم النظامي التحق بالمدرسة المباركية مع وصول اول بعثة تعليمية للمدرسين الفلسطينيين الاوائل، ومن انشطته الدراسية أنه تعلم اللغة الانجليزية في معهد المرحوم السيد هاشم، كما كان من ابرز المبعوثين الى مدرسة الصناعات الخليفية في البحرين.
وقد اختار في دراسته تلك اعمال النجارة والخراطة ولعل ذلك سلك به طريقا خاصا في حياته العملية فيما بعد. ولقد عمل مدرسا في بعض المدارس الاهلية لكن الاهم هو عمله في التدريس بالمدرسة المباركية الحكومية وكانت الاشهر في تلك الفترة.
ومن ابرز محطات حياته في التربية والتعليم التي ذاع صيته فيها ويتذكرها طلبته حتى الآن عمله ناظرا في مدرسة المثنى في حي الصالحية من سنة 1950 الى سنة 1954 حيث انه كان محبا للتدريب المهني والعمل اليدوي فقد افتتح منجرة اشتهرت باسمه وكان اثناء ذلك هو الوحيد الذي يملك آلة لصب المفاتيح اعتبرها الناس سرا من الاسرار حتى نحن زملاءه واصدقاءه لم نطلع عليه.
ولنأت على لمحة من وجهه المشرق الباسم الوضاء وعمله في مجال التمثيل المسرحي فهو يعد بحق من رواد هذا النشاط الاجتماعي الفكه ويعتبر ممن لهم بصمات تذكر وهو ايضا ممن ارسوا قواعده على مدى ربع قرن من الزمان من سنة 1938 حتى سنة 1963، ولقد ذاع صيته ، رحمه الله، في هذا المجال وابدع كثيرا كما اشترك في عدة بــرامج فــي التلفـزيون سواء التمثيلية منها او الفكاهية او التوعوية كبرنامج ديوانية التلفزيون وبرنامج «مهنتي» من اخراج الرائد الاعلامي الكبير السنعوسي.
روى الراحل الكبير جانبا من مسيرة حياته وحول أبرز ما استفاده من رحلة البحرين قال رحمه الله: رحلتي الى البحرين أفادتني كثيرا، خصوصا انني كنت في سن الشباب، حيث تعلمت ان أعتمد على نفسي اضافة الى اتقاني حرفة النجارة خلال عام ونصف العام، وكنت حريصا على استثمار الوقت فيما ينفع، فتعلمت أشياء كثيرة في فن النجارة وتمكنت من التفوق فيها لأنني وجدت أنها مستقبلي.
وأضاف رحمه الله: كلما أتذكر البحرين أشعر بالحنين لكل الذين زاملتهم وعرفتهم وصادقتهم هناك، فأهل البحرين مثال للكرم والشهامة وطيبة النفس، وهذا ما ساعدني على تحمل الغربة طوال الفترة التي قضيتها بينهم.
وبعد العودة من البحرين عملت في شركة نفط الكويت وكان راتبي 45 روبية، ولكنني لم أستمر طويلا في الشركة لخلافي مع أحد المديرين الأجانب، فقررت تقديم استقالتي والتوجه الى العمل في مجال آخر.
ويتابع رحمه الله قائلا: عندما قدمت استقالتي رفضتها الإدارة وتم ارسالي الى مكتب عبدالله الملا وهناك وجدت الشيخ عبدالله المبارك الذي استمع للحوار الذي دار بيني وبين الملا، وعندها التفت الى الملا وطلب منه ان يعطيني مكافأتي ويقبل استقالتي لأنه وجدني متمسكا بقرار الاستقالة.
بعد استقالتي من شركة نفط الكويت طلب مني الأستاذ عبداللطيف الشملان والذي كان مدير ادارة المعارف ان اكون مدرسا في مدرسة المباركية، ولم أكن مارست التدريس ولا أعرف عنه الكثير ولكنني وافقت على ان أخوض تجربة جديدة فقد أجد نفسي في هذه المهنة.
رحلة التجارة
وعن رحلته مع عالم التجارة قال : التجارة باب رزق عظيم والحمد لله الذي هداني للتجارة على الرغم من ان بدايتي كانت متواضعة جدا حيث بدأت في تجارة الأقفال وأدوات الأبواب وكنت استوردها من ألمانيا وفي احدى المرات كنت في ألمانيا وهناك زرت احد المصانع وشاهدت طريقة تصنيع المفاتيح وبدأت أستفسر عن الطريقة ثم اشتريت ماكينة وكمية من المفاتيح وعدت الى الكويت وبدأت أصنع المفاتيح ومنها بفضل الله اغتنيت وصرت مشهورا بصناعة المفاتيح والناس عندي طوابير.
وفي عام 1948 أنشأت مصنعا للنجارة لعمل الأبواب والمطارح وغير ذلك من الأعمال المنزلية، وكنت أشرف على المصنع بنفسي وأتابع أدق التفاصيل وأحرص على جودة كل عمل حتى يخرج بالصورة المطلوبة وهذه الأمور من أسرار النجاح في العمل.
فالنجاح في التجارة برأي الراحل الكبير يتوقف على الصدق والأمانة والإخلاص في التعامل وعدم اللجوء الى الغش.
الراحل في سطور
٭ ولد في الكويت في العام 1921.
٭ تعلم في كتاب الملا عبدالعزيز العنجري مبادئ القراءة والكتابة، ثم انتقل الى كتاب الملا عبدالعزيز حمادة حيث أكمل فيه ختم القرآن الكريم.
٭ في العام 1936 التحق بالمدرسة المباركية، كما تعلم اللغة الانجليزية على يد أحد الأساتذة.
٭ اضطر الى قطع الدراسة بعد وفاة والده، وهو في الصف الثاني الثانوي ليعمل بشركة النفط التي أرسلته الى البحرين للتدريب المهني على النجارة، حيث قضى هناك عاما ونصف العام.
٭ عمل نجارا في شركة النفط لمدة عامين من 1940.
٭ عمل مدرسا للنجارة في المدرسة المباركية من عام 1942 ـ 1943 ومدرسا للأطفال، ثم مدرسا لمادة الرياضيات.
٭ في نهاية العام 1943 عمل ناظرا لروضة البنين المستقلة في ديوان السيد خلف النقيب بمنطقة القبلة لمدة ست سنوات.
٭ وفي العام 1950 عمل ناظرا لمدرسة المثنى.
٭ استقال من التعليم في العام 1954، واتجه الى فن التمثيل، حيث أسهم مع نخبة من الفنانين المسرحيين في تقديم الأعمال المسرحية منذ ذلك الحين، وفي مقدمة زملائه بالمجال الفني الأستاذ محمد النشمي.
تسمية الخطيب
عن سبب تسمية الخطيب بهذا الاسم قال رحمه الله: كان أبي وجدي قادمين من المملكة العربية السعودية وفي الطريق كان الإمام الذي يصلي بهم مريضا فطلب من والدي أن يؤم الجماعة ومن ذاك اليوم أصبح القوم ينادون أبي بالخطيب.
الجدة وضرب الحفيد
قصة جميلة ذكرها العم عقاب الخطيب قال: خلال عملي معلما ضربت أحد الطلبة وهو خالد أحمد السرحان وبعد ثلاثة أيام جاءت خادمة بيت السرحان تطرق باب بيتنا، وفتحت الوالدة واذ بها تقول هذا الغداء «بلاليط» لعقاب فسألتها لماذا؟ فقالت ان الجدة قد نذرت نذرا اذا صار عند ابنها صبي ودخل للمدرسة وعاقبه المدرس فستعمل له غداء بيدها، بعدها فكرت، هل يا ترى الجدات نذرن كما نذرت جدة خالد وأخذت أضرب الطلاب قلت لعل جدة أحدهم نذرت مثلما نذرت جدة خالد، رحمها الله فكانت نعم المرأة وهي مثال للمرأة الصالحة.
وفاء للمعلم
في وقفة حملت معنى الوفاء للمعلم، ذكر الراحل أنه كان عندما يلتقي بالأستاذ أحمد شهاب الدين، وهو آخر اساتذته الذين توفاهم الله، يقبل يده ورأسه وفاء لجهوده متمنيا أن يجد المعلم مكانته في المجتمع وفي قلوب الطلبة.
الجراد في الجامعة الأمريكية
أحب الراحل الجراد كثيرا، وكان يردد مثلا يقول: «اذا طاح الجراد كب الدوا، وإذا طاح الفقع صر الدوا».
وكان يعتبر أن الجرادة تأكل جميع انواع الاعشاب لذلك هي دواء وعلاج. وبالعادة نشوي الجراد ونيبسه حتى ينشف على الحصير ونعرضه للشمس، ويتابع حديثه في أحد اللقاءات قائلاً: فصلت الارجل والاجنحة ونظفته جيدا ووضعتها في كيس وأرسلتها بالبريد لأخي احمد الى الجامعة الامريكية وأخبرته بذلك فهاوشني وقال لي: لا يمكن ان اتسلم الجراد، على بالك انا في الكويت. جراد وفي الجامعة الامريكية في لبنان، وانا كل همي تغذيته.
قصة اخرى عن الجراد حدثت مع المدرسين المصريين فقال: طاح الجراد فشافونا نأكل الجراد فقالوا: ايه القرف ده؟ بتاكلوا جراد وصرخوا علينا، خالد المسلم – الله يرحمه – مدرس، عزمنا على العشاء على اكل النواشف، ماذا فعل خالد؟ اخذ ذنب الجرادة وفيه البيض، ووضعه في اوان صغيرة على الطاولة.
سألوه: ما هذا؟ فقال: هذه اكلة كويتية شعبية، أكلوا ووجدوه لذيذا كثيرا فأكلوه كله.
وبعد ذلك قمنا، فقلت لهم: هل عرفتم ما هذه الأكلة الشعبية؟ فقالوا: لا، قلت: الجراد، وجن جنونهم ومن بعدها واحد منهم مدرس، كثر ما احب الجراد، اخذ يعطينا الفلوس لنشتري له الجراد من الشارع حيث كانوا يطبخون الجراد ويضعونه في مواعين ويبيعونه في الشارع، فنشتري له الجراد ونأكل معه الجراد في المدرسة لأن زوجته لا تقبل ان يحضر الجراد للبيت، فهو يدفع الفلوس ونحن نأكل وكانت احلى وناسة.
أشادوا بما قدّمه خلال حياته في جميع المجالات
شخصيات عن الفقيد الخطيب: مسيرة تربوية وثقافية وتجارية حافلة بالعطاء
نعى عدد من الشخصيات فقيد الكويت المربي عقاب الخطيب وأشادوا بدوره التربوي والثقافي، حيث أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ان العم عقاب محمد الخطيب رحمه الله وأدخله فسيح جناته، يعتبر رمزا من رموز التعليم في الكويت ونسأل الله أن يلهمنا وذويه الصبر والسلوان.
العجيري: ترك سيرة حافلة بالإرادة والثقة والعطاء
بدوره، قال الفلكي د.صالح العجيري: نسأل المولى عز وجل ان يتغمد فقيدنا «عقاب» بواسع رحمته وجنات خلده فقد فقدنا عزيزا على قلوبنا آلمنا مصابه ولا يسعنا الا التوجه والتضرع الى الله عز وجل ليثبته على القول الحق والصراط المستقيم، مؤكدا ان الفقيد كان ذا سريرة طاهرة وقلب محب للعطاء والبذل، يهوى ان يقدم الخير ويمد يده للمساعدة.
وتابع العجيري: ان المرحوم عقاب الخطيب ترك سيرة حافلة بالإرادة والثقة والعطاء وكان من أبرز رواد التعليم النظامي في الكويت وأيضا صاحب بصمة في العمل الحرفي او المجالين التربوي والتجاري بالإضافة الى مساهماته التمثيلية في المسرح، وإشرافه على التمثيل في المدرسة المباركية، متمنيا أن تتخذ سيرته الحميدة منهاجا يسير عليه من يريدون تقديم العطاء للوطن وأهله.
أما الإعلامي الزميل يوسف الجاسم فقال: برحيل الأستاذ عقاب الخطيب يتهاوى قطب كبير من أقطاب الكويت، كان نجما في تاريخنا المعاصر، أدبا وتعليما وثقافة، له الرحمة ولذويه أحر العزاء.
من جهته، قال النائب السابق صالح الملا: ان العم عقاب الخطيب أحد أبرز رواد التعليم النظامي في الكويت.
كما تقدم حسن أشكناني بالتعازي لأسرة الفقيد قائلا: العم عقاب الخطيب رحمه الله هو المعلم والأب، معلم في أول مدرسة نظامية (المباركية) ومؤسس وناظر روضة البنين المستقلة، اول رجل تربوي تخصص في مرحلة رياض الأطفال منذ 1943 وتميز بالقدرة الفائقة على إدارة الأطفال، وأول من أرسل في بعثة رسمية إلى البحرين لدراسة النجارة (1940)، من الأوائل الذين مارسوا التمثيل في الكويت على خشبة المسرح وأشرف على التمثيل في المدرسة المباركية منها مسرحية اسلام عمر (1938)، وتلاميذه الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله، سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، الشيخ خالد العبدالله، جاسم الخرافي، ناصر الخرافي، ضرار يوسف الغانم، جاسم محمد القطامي وسليمان العثمان.
وتحدى مجلس المعارف في طريقة تدريسه الجديدة على الكويت حول مفهوم المدرس «البعبع» الى المدرس الصديق للطالب، فكان يغني ويلعب مع الطلبة.
بصماته واضحة في المسرح
من جهته، قدم رئيس فرقة المسرح الشعبي ورئيس نقابة الفنانين الكويتيين د.نبيل الفيلكاوي احر التعازي والمواساة لاسرة الفقيد عقاب الخطيب الذي يعتبر من الشخصيات البارزة في تكريس فن المسرح في المجتمع الكويتي منذ الثلاثينيات حينما جسد شخصية عوف بن مالك في مسرحية «اسلام عمر» التي قدمت عام 1938 بالاضافة الى ممارسته الاشراف على التمثيل في مدرسة المباركية والتى كانت الانطلاقة لتكوين فرقة الكشاف الكويتي مع الراحلين حمد الرجيب ومحمد النشمي والعم صالح العجيري ومن ثم تأسيس فرقة المسرح الشعبي بعد صدور قانون بإنشاء جمعيات نفع عام حيث قدم عددا من الاعمال مع الفرقة في بداية تأسيسها وبذلك يعتبر الفقيد عقاب الخطيب من المؤسسين للحركة المسرحية الكويتية عامة وفرقة المسرح الشعبي خاصة.
وأضاف الفيلكاوي: المربي الكبير الفقيد عقاب كانت بصماته واضحة في المسرح ولهذا تم تكريمه في الدورة الرابعة لمهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للابداع المسرحي من قبل راعي المهرجان العم جاسم الخرافي الذي كان احد تلاميذه.
واختتم رئيس فرقة المسرح الشعبي ورئيس نقابة الفنانين الكويتيين د.نبيل الفيلكاوي بالدعاء للفقيد عقاب الخطيب بان يرحمه الله رحمة واسعة ويدخله فسيح جناته وان يلهم اهله وذويه الصبر والسلوان.
إرث تربوي
بدوره، توجه عضو اللجنة السابقة المكلفة بإدارة اختصاصات المجلس البلدي المحامي نواف ناصر البراك بأحر التعازي الى أسرة فقيد الكويت والمربي الفاضل المرحوم بإذن الله تعالى عقاب الخطيب الذي كان علما من أعلام الكويت ومن أصحاب الأثر الطيب في نفوس جميع الكويتيين لما تركه من ارث تربوي ومسرحي وفني، حيث كان رحمه الله مثالا للجد والمثابرة والنجاح وأسهم في تعليم جيل كبير من أبناء الكويت الذين كان لهم شأن في المجالات التي خاضوا العمل فيها، وبوفاته نفقد اليوم واحدا من كبار رواد التعليم النظامي في الكويت، وكيف كان حرصه على جعل المدرسة بيئة جاذبة ومحببة للأطفال لينهلوا من معينها علما وافرا ليعود بالخير على الوطن والمواطنين، سائلين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ذكريات جميلة مع صاحب السمو
قال رحمه الله: علاقتي مع صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد علاقة قديمة بدأت منذ العام 1962، والحقيقة ودون مجاملة فإن لصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد محبة صادقة في قلبي وتجمعني واياه ذكريات جميلة، لاسيما في رحلاتنا البحرية، وما يميز سموه الكريم هو تواضعه الكريم ولهذا استحق كل هذا الحب.
الخطيب وعمل الخير
ارتبط الراحل الكبير رحمه الله طويلا بالصومال المنكوب بالفقر والفوضى السياسي والبؤس الذي يعيشه اهله، وتعددت زياراته للصومال، وجاب قراه البائسة، مساعدا لفقرائها، وفي قرية بلولو الصومالية احب اهلها عقاب الذي دائما ما يزورهم ويقدم المساعدات لمدارسهم ومساجدهم والايتام، كما قام بحفر آبار لابناء القرية كي يؤمن لهم الحصول على مياه للشرب والزراعة، ومن كثرة ما قدم عقاب من خدمات انسانية لابناء هذه القرية، والتي كان يحرص على زيارتها كل عام، اطلق عليه اهل القرية لقب شيخ بلولو. وقبل كل رحلة، كان رحمه الله يسأل اهل بيته واقاربه ان كانت لديهم ملابس او اشياء لم يعودوا بحاجة اليها، ثم يسافر حاملا معه كراتين مليئة بالملابس والادوات المنزلية وغيرها لكي يوزعها على الفقراء بنفسه. وكان رحمه الله يردد «خيركم من طال عمره وحسن عمله، وشركم من طال عمره وساء عمله».
الخروع والروبيتان
وفي احد الايام، جاء الى عقاب والد تلميذين بالمدرسة وروى ان ابنيه يرفضان تناول الخروع في البيت، وانه قام باعطاء كل منهما روبية من اجل تشجيعهما على تناول الخروع فرفضا، واستدعى عقاب التلميذين امام ابيهما، وطلب منهما ان يتناولا الخروع الذي احضره ابوهما، وعلى الفور استجاب التلميذان وتناولا الخروع، وهنا قال الاب للاستاذ: ماذا فعلت لهما حتى يستجيبا لك بهذه السهولة؟ هل انت ساحر؟!
وهنا ضحك الاستاذ عاليا وقال للاب: لست ساحرا، لكنني اريد الحصول على الروبيتين، وانفجر الاب والاستاذ ضاحكين معا.
شراء الشهادات
حول تغير العادات الاجتماعية واولياء الامور، يقول الخطيب رحمه الله انه في السابق كان يوجد تفاهم بين المدرسة واولياء الامور، وعندما يترك ولي الامر طفله فهو مطمئن على تربيته، لكن الوضع الحالي منعدم، وعن توجه بعض الاشخاص الى الخارج لشراء الشهادات الجامعية وشهادات الدكتوراه، سواء العادية او الفخرية، قال رحمه الله: في النهاية لا يصح الا الصحيح.
ما قبل النفط
كانت نساء الكويت في زمن ما قبل طفرة النفط، يقمن بجميع الاعمال المنزلية ورعاية الاطفال، من دون معاونة الشغالات الاجنبيات كما يحدث الآن، وكانت مهام البيت والتربية في غياب الاجهزة والمعدات المنزلية الحديثة امرا بالغ المشقة، ويحتاج لوقت وجهد كبيرين.
وذات يوم دخلت الى مكتب الاستاذ عقاب رحمه الله امرأة تحمل على صدرها طفلا لا يتجاوز الثانية من عمره، وسألت عقاب ان كان من الممكن ان تتركه في رعاية المدرسة حتى تتفرغ لاعمالها المنزلية في الصباح.