مع البشر أم الحجر؟!
التقيت برجل في مقام والدي و له مني كل احترام و تقدير, ذكر مشكلة إنسانية لابن صديق له سوري يعمل دكتور في وزارة الصحة في الكويت, وتأثرت مما نقله لي عن وضع تقاطر الأخوة السوريين لطلب الالتحاق بعائل وجلب عوائلهم ولم الشمل, حيث أن الدكتورحديث الزواج “مِعْرِس” وتقدم لطلب جلب زوجته “عروسته” فكانت هناك الكثير من العراقيل والرفض.
يقول إرنست فيرستل: (هناك الكثير من المستضعفون .. تقول الإنسانية وهناك القليل من الإنسانية .. يقول المستضعفون), كلنا يعلم عن النكبات الكثيرة والمؤلمة التي تعرض لها الكثير من العرب والتركيز كان بالفترة الأخيرة على الإخوة السوريين, ولا ننسى ديننا الحنيف الذي يحثنا على مساعدة المحتاج والمنكوب والأخذ بيده ومساندته مادياً ومعنوياً وتسهيل إجراءات لم الشمل لهم, وأذكر المسؤولين بالموقف الإيجابي الشهم من الشعب السوري إبّان الغزو العراقي الغاشم وكان موقف القيادة والشعب موقف مشرّف لن ننساه, فكانت التسهيلات على جميع الأصعدة سواء على الصعيد الدراسي فتحت سوريا أبواب مدارسها مجاناً للطلبة الكويتيين وأيضاّ الجامعات, وقدمت أرواح جيشها للدفاع عن الكويت… إلخ، وهناك ملاحظة قت يكون البعض غافل عنها تخص العنصر الإقتصادي للدولة, فكثير من الوافدين ذوي الشهادات العليا من طبقة التجار إلى الحرفيين عملوا بالكويت منذ سنين, أفادوا الدولة مهنياً واستفتدوا هم مادياً فلما لا يكون صرفهم وضخ أموالهم يعود على الكويت أولاً وأخيراّ؟ (دِهِنّا فمكبّتنا) لاحظوا أن الدول المتقدمة التي نعشقها نحن الكويتيين ونستثمر بها ونزورها كل صيف استقطبت هؤلاء الذين تاقوا إليها واستفادوا من خبراتهم وأموالهم, فهل نحن أذكى من هذه الدول؟!!!
خسرت الكويت كثير من العقول التي صرفت عليهم و درستهم وبالنهاية أصبحوا من ضمن مشاهير في مهنهم في دول العالم الآخر! نحترم كل دولة وقانونها وسيادتها الخاص بشؤون الهجرة والإقامة لكن هناك تطور مع الزمن ومواكبة الدول المتقدمة وتجربتهم الناجحة بلا شك بهذا الشأن, فلماذا نقلد الدول المتقدمة بكل شيء إلا بقانون الإنسانية الذي يعود على الدولة بالكثير من الإيجابية؟!
كلي أمل من أصحاب القرار بوضع الخطط المستقبلية التي بها بُعد نظر لرُقي الدولة إنسانياً واقتصادياً, لنكون دولة متمكنة من بشر وليس من حجر وأقرب حدث لنا الآن هبوط سعر النفط الذي نعتمد عليه بكل شيء, ماذا لا سمح الله إذا فقد قيمته كلياً؟ من سيفيدنا؟ الحجر أم البشر؟!!! لكم بُعد النظر.
**
أنوار المتروك ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @milkybar_am