قلم الإرادة

شباب الإرادة بين الطاعة والمطاعة

   من المقرر أن يلتقي شباب الكويت اليوم، أو بعضهم أو أغلبهم أو جلهم أو أقليتهم أياً ما كان هم شباب هذا الوطن، يجتمعون في ساحة الإرادة للتعبير عن امتعاضهم من التغيير الطارئ لنظام الانتخاب. وهذا التجمع يختلف عما سواه لأسباب عديدة أهمها ما يحمله في طياته من خروج على اختيار ولي الأمر، ويخيم السوء على هذا التجمع كونه ينعقد في أيام مباركات من ذي الحجة، حيث يستعد الكثير من أهل الكويت للتوجه لأداء مناسك الحج، وحيث يستوجب الإكثار من الطاعات وتضحى أكثر أجراً.

 

ومن بين الأخيار من أفراد وزارة الداخلية والقوات الخاصة، وهم كثر، من عقد العزم على استثمار هذه الأيام المباركات بالصيام والصدقات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزيارة المرضى وصلة الرحم، من جاءتهم الأوامرباستخدام كافة إمكاناتها من مطاعات وطلقات مطاطية وقنابل دخانية وقيود بلاستيكية لردع أية محاولة للإحتكاك، وهي واردة، الأمر الذي يوقع النفس والقلب في حرج بين الطاعة والمطاعة.

 

والحكمة هي ضالة المؤمن، فلا يملك كائن من كان الخوض في صلاحيات صاحب السمو القانونية، وما لا يملكه سموه قانوناً فإنه يملكه شيمةً وعشماً لأنه بمثابة الوالد لكل الكويتيين. ولقد كشف الواقع العملي ضعفاً في مستوى الإستشارة التي يتلقاها سموه، ولا أدل على ذلك من المراسيم التي كانت محل إلغاء من القضاء الكويتي الشامخ. ويعود هذا الضعف إلى نوعية مصدرها، فمن يبدع بتقديم الإستشارة لوزير خارجية ليس بالضرورة أن يكون صالحاً لتقديمها لرأس الدولة، حيث أن بطانة وزير الخارجية تختلف نوعاً وثقافة وعلماً ومرجعية عن بطانة رأس الدولة. فهل أخذت هذه الصغيرة في اعتبار والدنا وقائد مسيرتنا؟ لا أشك بأن مثل هذه الصغيرة تغيب عن كبير مثل سموه.

 

أتساءل:

 

ماذا لو نزل صاحب السمو بنفسه الليلة إلى ساحة الإرادة؟ وشارك أبنائه جلستهم وتبادل معهم أطراف الحديث؟ وشرب قهوتهم الشمالية والجنوبية وتذوق تمرتهم؟ وسمع أهازيجهم؟ وصفق لها؟ أعتقد أنه سيمتص كل ثورة الشباب ويحيلها إلى ثورة بناء الوطن.

 

هذه الإستشارة التي يحتاجها سموه لتزيح الهم الذي يقبع على صدور كل حامل للمطاعة يرغب في ممارسة الطاعة.

 

شكراً للكويت لأنها احتضنتني.

 

د. عيسى حميد العنزي ـ رئيس قسم القانون الدولي في جامعة الكويت ومحامي أمام محاكم التمييز والدستورية

 

Twitter: @DrEisaAlEnezy

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى