كرامة وطن .. سندفع الثمن ..!
باسم الأمة، باسم الشعب، باسم الحق .. لن نخذلك يا وطني فلقد دافع عنك الأجداد منذ تأسيسك حفاظاً على بقائك شامخاً عزيزاً مستقلاً، وطناً ذات سيادة وشعباً ذات كرامة مروراً بكل سنوات التاريخ منذ تأسيسك حتى اللحظة التي أكتب فيها هذه المقالة .. وطني الكويت، لقد ناضل الشرفاء من أجلك بعدد سنوات عمرك، وطني الكويت سأتحدث عن شجاعة أبنائك منذ 1921 م حتى اللحظة، إن أبناءك يا وطني رفضوا الظلم والاستبداد والفردية في اتخاذ القرار فكان لهم مجلس 1921 م حتى جاؤوا بالمجلس التشريعي الأول في عام 1938 م ومن ثم المجلس التشريعي الثاني في نفس العام، وبسبب الحرية تناثرت دماء البعض لتروي تراب هذا الوطن الطاهر.
وطني الكويت، لقد ضحى الشرفاء على مر التاريخ حتى وصلنا لدستور 1962 م وانتقلنا لدولة المؤسسات واضعين كل القوانين التي تنظم علاقة الحاكم بالمحكوم وعلاقة القانون بالجميع وارتضى بذلك الجميع، وما أن جاءت النكسة الأولى بتزوير انتخابات 1967 م وبعدها نكسة الحل غير الدستوري 1976 م والذي جاءت بعده أزمة المناخ وبعدها الحل غير الدستوري الثاني في عام 1986 م إلا وانتفض الشعب الكويتي كعادته من جديد مدافعاً عن مكتسباته وكرامته وحقوقه حتى فوجئ الجميع بالغزو العراقي الغاشم وبعد ذلك أثبت الشعب بأنه الشعب الذي يحترم ما له وما عليه حيث وقف الشعب جميعاً تحت ظل الشرعية ومدافعاً عن حكومته التي كان ينتقدها ومدافعاً عن أسرة الحاكم والحاكم، فلا حكم آنذاك إلا لمن بايعه الشعب ولا بيعة إلا لمن ارتضاه الشعب ولا رضوان إلا لأسرة الصباح، وحتى في مؤتمر جدة أكد الشعب أحقيته في ديمقراطيته مبلغاً بذلك الحكومة والحاكم بأنه لن يتنازل عن حقه ولن يتنازل عن شرعية سلطته، فياله من شعب عظيم وياله من وطنٍ أعظم يستحق التضحية.
أما اليوم فكما عهدنا الشعب الكويتي الأبي، شعباً أبياً مناضلاً لا يتنازل عن حقوقه وحرياته، ولذا قرر الشعب ألا يتراجع عن أحقيته في مسيرة “كرامة وطن” مطالباً بعدم تغيير الدوائر أو تقليص الأصوات إلا من خلال الرجوع للسلطة التشريعية، وهذا التعبير مكفول في الدستور الكويتي وللشعب الحق في الإبداء عن رأيه أو الاعتراض على أمرِ ما.
سأحترم كل من يخالفني من الشعب، وسأحترم تلك الأقلية التي تعارض تعبير الأغلبية، وليعلم الجميع بأنني سأشارك في المسيرة احتراماً لوطني وبأنني لا أتبع نواب الأغلبية ولا الأقلية وإنما أتبع مبادئي المتأصلة من قيمي والتي تفرض علي ذلك حباً لوطني أدامه الله وأدام عزه.
رسالة لكل من يقول بأن الخارجين “طراثيث ـ غوغائيين ـ خوارج ـ ضد النظام”: أيها المغفلين، علاقتنا بالنظام وهذه الأسرة قبل أن تعرفوها أنتم، ولا مجال للشك، ولتعلموا بأن خروجنا ليس ضد الأسرة أو النظام؛ بل لإصلاح النظام ومحاربة الفساد والتقويم، ولا خير فينا إن لم نقوّم أو نصلح .. نحن لسنا من المنافقين الذين يجاملون ولسنا من العبيد الذين يُؤمرون، نحن للكويت ولمصلحة الكويت، ولا يعني ذلك بأن من لا يخرج ليس مع الكويت ولكن من يشتم الخارجين ويسبهم إما ستتأثر مصالحه وإما مرتزق، وهؤلاء لا وجود لهم في قواميس الوطنية، وليعلموا أيضاً بأن بعض أبناء أسرة الحاكم سيخرجون للتعبير في هذه المسيرة السلمية والتي ستظهر رقي وسلمية وحضارة الشعب الكويتي .. لا للتصادم ولسنا ضد النظام؛ بل نحن سند هذا النظام وقبل ذلك سند الوطن، ولن تثنينا هرطقاتكم في إصلاح الخلل.
**
نبرة:
ـ وطني عظيم، ولأنه كذلك فيجب ألا أتركه سقيماً ..!
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah