كُـنْ عَـفويـاً
ذاتَ مرة قرأتُ مقولةً أعجبتني وَ قدرُ إعجابي بها كانَ جماً في الآنِ ذاته أجدهُ إعجاباً يُعادِلُ قدر فشليْ في مراسهَا على واقعٍ أعيشه فلرُبما أعجِبتُ بها ،، لكننيْ لا أحبذُ – مزاولتها – !
على كلِ حالْ تلكَ المقولة تتمحور حول بعضٌ ممَـا ينتابُنا منْ مشَـاعِر قائلها كانَ يريدُ أن يوضحَ بأن “إكرامُ بعضُ الأحاسيسْ/ دفنُها”،، !
وأنا لستُ من هذا لا بالبعيدةُ ولا بالقريبة، فإن كان المقصودُ بها تلكَ الأحاسيسُ التي تبثُ السعادةُ في جسَـدكْ فتَـغافلكَ عنها يعنِـي أن تدركَها جيداً وَ تكلفَ نفسـكَ عناءَ -الغفلةَ – عنها عَـمداً ،، !
كلَ ذلكْ لعلهُ كانَ خوفاً من إحتماليةُ رفضهاَ أحياناً فتشعُر بأنك تحتاجُ لأن تبتعدَ ؛ ربما تَـكرماً لمكانتكَ أو ترفُقـاً بحالِ قلبكْ ورأفةً بمساحاتِ صبركْ وأشتهاءً لـحياةٍ هادئـة بعيٓدةٌ عنْ كلِ ما يمكُـنهُ أنْ يُـثيرُ ضـجركْ ،، !
وأنتَ لا تعرفُ أنكَ بذلكَ تدفـنَ شعوراً – حياً – تنغمسُ به وكأنهُ بجسدِكَ روحاً أخرى تدفعُكَ للتعلقِ بما تبقى لكَ من – حَـياةٍ حقِيقيةْ – !
وَ من جهةٍ أخرى ؛ إنْ كان المقصودُ بها تلكَ التيْ تزعجكَ وتأخذكَ إلى حيثُ لا تريد فتجاهلكَ لها يعني أنكَ بذرتها في خبايا نفسكْ وجعلتَ للظروفِ عبء السقاية .
حقيقةً هذا النوعُ من الأحاسيس لا يموتُ بدفنهِ أبداً، بل يتجذرُ في داخلكَ و يتشعبُ ، حتى يحينَ عليكَ وقتٌ لا يفهمُ منْ حولكْ سببَ أنفعالكَ السريعُ وَالمدوّي على أمورٍ يرونَها تافهةً جداً ولا تستحقُ منكَ ما يثيرُ غصبكْ !
وأنتَ وحدكَ منْ يعيْ جيداً بأنها نتيجةً لتراكُماتِ مشاعِرَ سلبية سابقةْ ؛ فُرِضَ عليكَ أن تُخرِسها و تدفنها في نفسكْ خشيةَ منْ سلبيتَها فقط !
وَمـضةْ ؛
على صعيدِ المشاعر كُـنْ عفوياً في كلِ ما يبدُر منكْ ، ولا تلقيْ بالاً لعفويتكْ سواءً كانتْ إيجابية أم سلبيةْ فليسَ من حقٍ أحداً أنْ يحاسبكَ علىْ مالا تملكْ منْ مشاعر !
قلبُكَ لا يمكنكَ أن تروضهُ ..
هوَ هكذا إذا أحبْ تبعتهُ حواسَ الجسدِ كلها و هي راغمة و إذا كره ؛ كرهَ معه الجسدُ كلَ ما يكره
فلا للجسدِ في مثلِ هذه الأحوالِ حولاً ولا قُـوة !
**
لمياء معجب “السعودية” ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @LamiaMoajeb