قلم الإرادة

ثقافة مزيفة

   على خلفية معرض الكتاب الدولي المقام حالياً في الكويت تتعالى أصوات بعض القراء بالسخط والنقد على بعض الكتب والروايات التي تنتشر بالمعرض، تلك الكتب التي لا ترقى عباراتها ولا طرحها لتكون بين دفتي كتاب، هي لا تعالج قضايا مهمة كما أنها لا تعرض فكر الكاتب بشكل أدبي لائق؛ بل أنها إسفاف ومجرد أعمال بهدف التجارة والبيع دون الأخذ بالإعتبار ما إن كانت تفيد القارئ أو لا!

 

   وإن كان الكاتب يكتب لهدف الربح ليس هو الملام الوحيد هنا، فهو لا يقدم هذا النوع من الكتابات إلا لأنه لقى أن ما يكتبه رائج ويلامس الاذواق الشبابية والمراهقين على وجه التحديد؛ فأغلب من يبتاعون مثل هذه الكتب والروايات هم من فئة المراهقين، إذن فنحن أمام مأزق كبير إذا كانت شريحة كبيرة من المراهقين وممن يمثلون الجيل الجديد ثقافتهم لا تتعدى حدود رواية مبتذلة لا تمت للأدب بـ صلة.

 

   وقد كتبت هذه المقالة بالتحديد لأن هناك ما لفت نظري، فقد كتبت إحدى الشخصيات المعروفة في مواقع التواصل الإجتماعي  في نفس الموضوع أن ما يوجه من نقد لاذع لتلك الروايات التي كتبها شباب ناشئين وليسوا ضليعين بالكتابة مُبالغ بها! وإن كانت لا ترقى لأن تكون كعمل أدبي في كتاب إلا أنه يكفي أن جيل من الشباب يهتم بالكتابة والقراءة فضلاً عن التسكع في الشوارع أو غيرها من الأمور التي لانفع من ورائها! وأحب أن أرد على هذا الكلام بإن مثل وجهة النظر هذه غاية في السطحية والسذاجة لأننا لا نهتم بجيل من القراء بالقدر الذي نهتم بالمحتوى الذي يقرئه هذا الجيل!

 

   فالقراءة وحدها لا تكفي لتصنع جيل متحضر إن كنت سأسمم أفكار المراهقين بكتب مكانها الحقيقي مكب النفايات لا العقل البشري، إن أستمر الحال على ماهو عليه من تداول كتب مبتذلة تسمح بها الرقابة والأصوات التي تتعالى بالتتطبيل للمواهب الهشة فسنحصل على جيل سطحي لا يجيد إستخدام عقله، والنقد لم يوجد إلا ليصلح العثرات ويقومها، أنا لست ضد شاب يجد في نفسه رغبة في الكتابة ولكن عليه أن يحرص على أن يعرض فكرته بشكل أدبي لائق لا إسفاف وسطحية.

 

**

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @i_hanoona

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى